حصاوي والمظاهرة

عودة حصاوي
حصاوي والمظاهرة

كتب : لينين الرملي
‏

(‏يدخل المقهي شاب في العشرين‏,‏ ملابسه ممزقة يجلس بجوار حصاوي بلا استئذان‏.‏ ويطلب من الجرسون بصوت مبحوح واحد شاي‏)‏

حصاوي‏:‏ مال صوتك يا بني؟
الشــاب‏:‏ خدت بالك ؟ صوتي مبحوح عشان كنت في مظاهرة سياسية

حصاوي‏:‏ خيـــر؟
الشــاب‏‏ بحماس‏)‏ كنت ماشي مع جماعة من اصحابي لقيت مظاهرة بتشتم في أمريكا‏.‏ دخلنا معاهم وقعدنا نهتف تحيا مصر وتسقط امريكا‏.‏ الناس رايحة وجاية تبص لنا أو تقف تتفرج علينا‏,‏ وفيه ناس بقت تخش‏,‏ وتهتف معانا عشان تشجعنا وبعدين تمشي تروح اشغالها‏..‏ وييجو غيرهم‏.‏ بصينا لقينا عربية شرطة جت وقفت قصادنا‏.‏ بتتحدانا يعني واخد بالك ؟

حصاوي‏:‏ آه واخد‏.‏
الشــاب‏:‏ بس أحنا ما همناش‏..‏ فضلنا نهتف بصوت أعلي‏,‏ ونزلنا من ع الرصيف لوسط الشارع‏,‏ والعربيات وقفت‏,‏ ظابط جه وقال لنا هتعطلوا المرور هلمكم كلكم في البوكس‏..‏ فكرنا هنخاف‏..‏ ما همناش‏..‏ الظابط شاور للعساكر‏,‏ لقيناهم داخلين علينا‏,‏ برضه ما همناش‏,‏ حدفناهم بالطوب وجرينا‏,‏ جريو ورانا‏..‏ بقي كل تلاته منهم يمسكوا واحد مننا ويزقوه لحد البوكس‏,‏ اللي يعافر معاهم يضربوه‏.‏

حصـاوي‏:‏ وانت عملت إيه؟
الشــاب‏:‏ قاومت طبعا‏.‏ اللي جري‏..‏ جري والباقي أتقفش‏.‏ انا رميت نفسي علي الأرض وقلت مش هياخدوني غير جثة‏,‏ وكل ده وأنا بهتف‏..‏ بالطول بالعرض هنجيب أمريكا الارض‏..‏ البوكس كان صغير واتملا‏.‏ الظابط اتضايق وبص في ساعته وشاور لهم يسيبوني‏.‏

حصـاوي‏:‏ وبعدين ؟
الشــاب‏:‏ ولا قبلين‏.‏ الظابط ركب والعساكر وراه‏.‏ جريت ورا البوكس وقعدت اهتف لوحدي‏..‏ تحيا مصر‏.‏ تسقط كوستاريكا‏.‏

حصــاوي‏:‏ كوستاريكا ؟
الشـاب‏:‏ انا قلت كوستاريكا ؟ معلش‏..‏ سوري‏,‏ لخبطت من كتر التعب‏,‏ قصدي امريكا طبعا‏,‏ بتضحك ليه ؟ هو فكرك يعني كوستاريكا تتخير عن أمريكا ؟

حصاوي‏:‏ وانت هتعمل إيه دلوقتي؟
الشــاب‏:‏ أنا كنت متفق مع صحابي نروح الفيلم الجديد بتاع محمد سعد أو حفلة تامر حسني‏,‏ ودلوقتي بعد ما اتمسكوا‏,‏ مش عارف أعمل إيه‏..‏ والبروبلم المشكلة يعني‏,‏ أني لو رجعت وأبويا شافني بالمنظر ده هيقولي دا بدل ما تدور لك علي شغلانة تشتغلها يا فالح‏..‏ حاكم هو زي معظم جيلكم ما لوش في الوطنية‏.‏
‏
(‏حصاوي يغشي علي في الحال‏)‏
ســـــــــــــتار