08‏/10‏/2009

عبده مشتاق .. زكي مشتاق

08‏/10‏/2009


عندما يكتب لينين الرملى يجب أن نرفع القبعة احتراماً.

.فالرجل رغم الاختلاف على آرائه فى التطبيع

ومواقفه السياسية المختلفة..

كان دوماً قادراً على الإمساك بالفكرة والاحتفاظ بها جيداً..

والتعبير عنها بأبدع ما يكون ..وهو فى هذا العمل..

زكى فى الوزارة..الذى يقدمه على خشبة المسرح القومى .

.المسرح الوحيد الذى ما زال محتفظاً إلى أبعد حد

بآداب المسرح المحترم رغم فقر إمكاناته..

يمسك بفكرة الضعف الإنسانى التى تجتاح مواطن

بدرجة أستاذ جامعى..ذلك المواطن الذى يتصور

أنه بنضاله على الورق وجهاده فى مقال قد يُعتقل أو..

قد يتم اختياره وزيراً ليدرؤا شره ويشتروه..

ويختلط عليه الأمر ويلتبس عليه الحلم مع الواقع..

وتتوارى داخله فكرة الاعتقال ليقينه بشعار الحكومة الدائم

والذى نطق رئيس الوزراء فى حلمه:الكلاب تعوى.

.والقافلة تسير

وينساق بطله فى الحلم ويتخيل نفسه وزيراً..

حاملاً فى قلبه رغبته فى الإصلاح وفى جيبه استقالته..

ويواجه الفساد فى كل من حوله وأولهم مساعديه..

وتبدأ قوته فى التضاؤل تدريجياً لتعدد الأسباب ..

ما بين ضعفه الإنسانى ومطالب أسرته..

وشعوره بالتورط التدريجى فى الفساد حتى يغرق لأذنيه


تمازج رائع بين الحلم والحقيقة..الحلم بالوزارة

الذى يحياه البطل ويتمادى الأهل فى مجاراته خوفاً

من الفضيحة..فضيحة تصوره أنه صار وزيراً..

ومشاهد الحلم الحقيقية التى يحياها البطل مع شخوص

الحكومة بكل لا مبالاتهم بمسئولياتهم..

وصراعهم فقط على مصالحهم الشخصية


الرائى للعمل للوهلة الأولى قد يظنه تعاطفاً مع وزير

صار ضحية ضعفه الإنسانى وضغوط الفساد ولكنه

فى النهاية يخرج محملاً بالحنق على كل أشكال الفساد

وناحياً باللوم على كل مسئول يتصدى فقط لمصالحه


جعلنى العمل أدرك سطوة الفساد والإفساد فى بلادنا .

.فمن الوارد أن يكون بين مائة وزير تسعون يسعون

فقط لتأمين كراسيهم والتربح من فترة النفوذ والهيبة

القصيرة والمحددة بمدى رضا أولى الأمر عنهم..ويتبقى

عشرة وزراء يحملون فى حقائبهم رغبة حقيقية فى

الإصلاح لا تجد غير صناديق القمامة فى وزااراتهم مستقراً لها..

ويصبحون كالباقين ..

ترساً كان يحتاج فقط لنقطة زيت صغيرة ليندمجوا فى عجلة الفساد


العمل رائع ومتكامل ..وقد أبدع فيه كل أبطاله من

ممثلى المسرح القومى الذين لا يبغون من وراء العمل

فى هذا المكان سوى تقديم الفن الراقى والكلمة الجيدة


تألق حسين فهمى كان مزدوجاً بعد استئثاره ببطولة

مستحقة فعرضه السابق كان بطولة مشتركة مع الرائع محمود ياسين

فى أهلاً يا بكوات ..

ووجود فنان كبير كـ عمر الحريرى كان إضافة للعمل

وثقل للعرض فى دور رئيس الوزراء المسالم والمستسلم.

.أما درة المسرح القومى فهو الفنان القدير .

.بأدائه وليس كدرجة وظيفية..سامى مغاورى.

.الذى يقدم إبداعاً يستحق عليه الجوائز ولكن حسبه الله


وتبقى قلة الإمكانات متمثلة فى فقر الديكورات

والتى لا تتغير من عرض لآخر..

ورغم وجود أفكار خلاقة كالمرايا التىتعكس

حديث البطل لنفسه ومع الآخرين فى خياله..

إلا أن سوء حالتها أحال دون أدائها لدورها بالشكل المطلوب


ويبقى سؤالى..هل سيصيب هذه المنشأة الدور

وتدخل فى دائرة الخصخصة والبيع..

وتدخل فى زمرة المسارح الخاصة التى يصل فيها

الإبهار إلى أبعد حد على حساب الكلمة؟


أم سيعبأ القائمونعليه وأظنها وزارة الثقافة لاستقطاع

بعضاً من المال المنهوب وتقديم بعض

من الدعم لمساندة الكلمة الجيدة؟

لست على قدر كبير من التشاؤم ولكنى بعد رؤيتى للعرض

أدرك أكثر أن الفساد والإفساد أكبر من أية رغبة فى الإصلاح


بثينه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates