24‏/10‏/2009

عشان تعرفوهم‮.. ‬روحوا شجعوهم‮!

24‏/10‏/2009

‮ ‬
كتب لينين لرملي

في بداية افتتاح كأس العالم في كرة القدم تحت عشرين سنة وفي جلسة التحليل الرياضي بقناة تليفزيونية قال المذيع المصري عن حفل الافتتاح إنه كان رائعا وجميلا‮ ‬ليه يا سيدي؟‮

(‬لأن الحفل ما عملناش فيه حكاية الفراعنة بتاعت كل سنة‮ !) ‬ولأن الطريقة التي قدم بها(قالت إن إحنا عرب‮)!. ‬

إذا عرف السبب بطل العجب‮. ‬كان المذيع المصري يتحدث في قناة إيه آر تي العربية‮. ‬وضعت يدي علي قلبي‮. ‬فنحن نعرف أن الاتحاد العالمي لكرة القدم‮ ( ‬الفيفا‮) ‬يرأسه أوروبي‮. ‬والغرب ليسوا ضد الفراعنة ولكنهم كما تعلم متعصبون ضد كل ما هو عربي وإسلامي‮. ‬ولهذا خفت أن نخرج مبكرا من البطولة بفعل مؤامرة أوروبية‮. ‬

شاهدنا الإعلانات التي أذيعت مئات المرات فتصور في كل مرة أحد اللاعبين في مشهد قصير وتكتب اسمه علي الشاشة‮. ‬ثم يقول الإعلان‮ ( ‬عايزين تعرفوهم‮.. ‬روحوا شجعوهم‮).‬ولكن إلحاح الإعلان جعلنا نعرفهم قبل أن نروح لتشجيعهم،‮ ‬وحفظنا وجوههم وأسماءهم فأصبحوا نجوما مشهورين قبل أن نراهم في الملعب‮. ‬فهذا عفروتو وهذا بوجي وهذا طمطم وهذا أبو شعر ديل حصان.في المباراة الأولي مع ترينداد وتوباجو التي لم يسبق للمصريين أن عرفوا بلدا بهذا الاسم راحت الجماهير لتشجع وكانت ستذهب بدون الإعلان كما فعلت دائما.ورغم الفوز بأربعة أهداف مقابل هدف وهي نتيجة طبيعية،‮ ‬فقد لاحظ الجميع أن الفريق أضاع ضعف هذه الأهداف،‮ ‬فقد كان كل لاعب يلعب لنفسه ليؤكد قدرته علي المحاورة أو إحراز الأهداف بمفرده‮.

‬وراح المعلق يثني عليهم ويصفهم بأوصاف لم تطلق علي أشهر لاعبي العالم كأنه يشجع اللاعبين من الأستوديو‮!‬،‮ ‬وكأنهم سيفوزون بفضل تشجيعه لهم‮! ‬وبالطبع شمل تشجيعه دعواته الصالحة لهم بالفوز باعتباره من الصالحين وربما الواصلين.مش معلق؟.فضلا عن توجيه الملاحظات الفنية لهم طيلة المباراة كأنهم سيسمعونه وينفذون‮! ‬

بعدها تحدثت الصحف عن ظاهرة اللعب الفردي لفريقنا.لكن في المباراة الثانية مع باراجواي ورغم تكرار إعلان عايزين تعرفوهم،‮ ‬ورغم تشجيع المعلق قبل الجماهير ودعواته الصالحة لآخر ثانية فقد زاد اللعب الفردي وانتهت المباراة بخسارة الفريق‮. ‬

في المباراة الثالثة أثناء تأزم موقف فريقنا أمام إيطاليا أجري المدرب تغييرا فأشرك لاعبين أحرز أحدهم هدفا بمجرد نزوله وفي الحال جري نحو جهاز تدريب المنتخب شاتما فيه لأنه لم يستعن به قبل ذلك.مش بقي نجم وعرفناهم كلهم؟ ثم سجد شاكرا الله علي فوز بلده أو لأن الله كان معه في فوزه علي مدربه‮. ‬الله أعلم‮! ‬

في المباراة الرابعة أمام كوستاريكا راح معلقنا هذه المرة يشجع المشاهدين له في المنازل ويشد من أزرهم‮! ‬فبشرنا أن‮( ‬النهارده‮ ‬6‮ ‬أكتوبر المجيد يبقي لازم ح نكسب‮!) ‬مؤكدا كالعادة إن‮ ( ‬ربنا معانا‮) ‬وإن كان لم يخبرنا بالمصدر الذي عرف منه أن ربنا سيكون معنا في هذه المباراة،‮ ‬وأطلق علي اللاعب الذي احتقر جهاز التدريب صفة الساحر وعن لاعب آخر أنه عفريت بجد‮ ..‬عفريت حقيقي‮. ‬ولم يبق إلا أن يقول عن هذا أو ذاك إنه صاحب كرامات أو فيه شيء لله‮. ‬أو قادم من الفضاء الخارجي‮! ‬وقبل نهاية المباراة بأربع دقائق وفريقنا مهزوم بهدفين وقد أدرك الجميع أننا خرجنا من البطولة،‮ ‬سلطت الكاميرا علي مدرب الفريق التشيكي الجنسية وهو يدون في ورقة بعض الملاحظات‮!.


‬بينما سكت المعلق ولم يفسر لنا لماذا خسرنا المباراة مع أن اليوم‮ ‬6‮ ‬أكتوبر،‮ ‬ولم يقل لنا المصدر الذي ضلله فأكد له إن ربنا معانا في هذه المباراة،‮ ‬ولماذا لم يستخدم الساحر سحره أو العفريت عفرته.هل هي عكوسات ؟هل هي مؤامرة‮ ‬غربية؟ لم يقل أي شيء‮.. ‬تماما كما لم يفعل الأبطال في الملعب أي شيء‮.


‬أن نكسب عشر وعشرين مباراة ليس هو المهم‮. ‬وأن نخسرها ليست مشكلة أبدا.جاذبية أي لعبة رياضية هي أنك لا تضمن النتيجة ولا يعرفها إلا الله ولا يخبرنا بها‮!. ‬المشكلة ألا نعرف لماذا خسرنا.أو لماذا كسبنا.عن نفسي يمكن أن أخمن أحد أسباب الخسارة‮. ‬فاللاعب الذي تمنحه النجومية قبل أن يلعب لا يفكر إلا في نفسه‮.


‬فإذا منحتهم جميعا النجومية والشهرة قبل أن يلعبوا صار كل منهم يلعب لنفسه.

لا في دماغه فراعنة ولا في دماغه عرب‮. ‬ربما في دماغه أن تنتهي البطولة فتسارع أندية‮ ‬غربية والعياذ بالله إلي خطفه ووضع الملايين في حجره سواء كسب بلده البطولة أم لا‮. ‬وعندما تكون هذه أدمغة اللاعبين فمن الطبيعي أن يحتقروا جهاز التدريب،‮ ‬وعندما يبتلع الجهاز هذه الإهانة والفوضي النرجسية فهو جهاز لا يستحق أن يبقي،‮ ‬والمنتخب كله لا يستحق هذا المقال الذي أكتبه‮. ‬لكنني أكتبه لأن ما حدث يمثل ظاهرة عامة في كل المجالات‮. ‬الممثلون مثلا يصنعون من أنفسهم نجوما وتنفخ فيهم وسائل الإعلام فيصبح كل نجم هو وحده من يفهم كل شيء في فنون الدراما أكثر من بقية فريق العمل الكتاب والمخرجين والمنتجين وحتي الجمهور فهو يحتقر الجميع،‮ ‬ويقبل الكثيرون من هؤلاء الخضوع للنجم الذي يحتقرهم‮.


‬وكلنا نعرف النتيجة التي تظهر واضحة في أفلامنا ومسلسلاتنا ومسرحياتنا‮. ‬وقل ذلك عن أمثال المعلق الرياضي الذي ذكرته وعن المذيع الذي يستضيف نجوم المجتمع ليصبح أكثر نجومية منهم.قل ذلك عن أساتذة الجامعة والمحامين والأطباء والمديرين وما شئت من مهن‮. ‬فالكل يريد أن يصبح هو النجم الأوحد‮. ‬

أديكم شجعتوهم وعرفتوهم‮ ..‬الآن روحوا وحاسبوهم‮! ‬

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates