15‏/01‏/2010

إجابة آخر طحن !

15‏/01‏/2010




كتب لينين الرملي


لماذا لا نعترف بأننا نعاني من التعصب؟‮. ‬



الإجابة‮: ‬لأننا متعصبون‮!.‬وهي إجابة منطقية طحن‮!. ‬


المتعصبون لا يعترفون بتعصبهم،‮ ‬فهم كالمجانين لا يدركون حالتهم،‮


‬بل يعتقدون أنهم أعقل العقلاء،‮ ‬وأن الحق معهم فلا يمكن أن يكونوا علي خطأ،‮ ‬


إذا تساهل المجتمع معهم اتهموا العقلاء ممن لا ظهر لهم بالجنون وسعوا


لعزلهم كأنهم مرضي،‮ ‬فإذا لم يتمكنوا أطلقوا عليهم الرصاص وهذا أسهل وأسرع‮.


‬أتحدث عن حادث نجع حمادي الذي لن يكون الأخير بالقطع‮!‬




‮ ‬لماذا لا نعترف بأن عندنا فتنة طائفية؟‮. ‬


لأننا لو اعترفنا بوجودها صار علينا أن نتوقف عن التمييز بيننا وبين القبط


بينما لا تزعجنا هذه الحوادث ما دامت لا تصيبنا‮ (‬نحن‮) ‬إنما تصيبهم‮ (‬هم‮)‬،‮


‬ولا يزعجنا استمرار هذا التمييز،‮ ‬فما يزعجنا هو أن ندخل في معركة


مع المتعصبين لتغييرهم أو ردعهم،‮ ‬من هنا ندعي أن الحوادث الطائفية فردية،‮


‬من يرتكبونها‮ ‬غير أسوياء وليسوا منا‮. ‬فالأسهل أن نداري الحقيقة


ونعتم عليها رغم علم الجميع بها في بلادنا وبلاد العالم الذي يتفرج علينا


ولا يصدقنا لأنه يصدق عقله‮. ‬ في الستينيات كانت عندنا فنانة لم تتزوج لوقت طويل،‮


‬ولأنها كانت محبوبة ومسنودة فقد ظل يشار إليها بالآنسة حتي بعد أن شاخت‮. ‬


وعندئذ شاعت نكتة تقول إن الدليل علي كونها آنسة أن كل الرجال


الذين عاشروها أقسموا أنها مازالت عذراء‮!. ‬




وظل يشار إليها بالآنسة بعد زواجها السري الأول‮!.‬


أما الصحفي الذي تجرأ وكتب خبرا عن زواجها فقد وضعته سلطة الزعيم عبد الناصر في السجن‮!.‬


وهي واقعة كتبت وسجلت بعد موته وإن لم تأت حتي الآن في مقالات كبير الصحفيين


في ذلك العهد محمد حسنين هيكل الذي كان يكتب تحت عنوان‮ (‬بصراحة‮)!. ‬




والرأي العام عندنا بعد كل الحوادث الطائفية مازال بكرا كتلك الآنسة لا يعترف بأننا نعاني العنصرية‮. ‬



لماذا ؟ لأننا عنصريون‮!. ‬وهي إجابة آخر حاجة‮!. ‬



‮ ‬تعبير‮ (‬آخر حاجة‮) ‬من التعبيرات الشبابية التي استجدت وقد فهمته أخيرا‮. ‬



فقد قرأت في صحيفة لا تختلف عن‮ ‬غيرها كثيرا خبرا بأن أحد المسلمين


في نجع حمادي بعد الحوادث الطائفية الأخيرة،‮ ‬قام بمساعدة جاره‮( ‬المسيحي‮)


‬في نقل طفله للمستشفي عندما وقع علي سلم،‮ ‬ثم تعلق الصحيفة بأن مدينة نجع حمادي بهذا تكون


قد شهدت تجسيدا لروح الوحدة الوطنية بين‮ (‬عنصري الأمة‮). ‬




نشر الخبر بالصفحة الأولي يعني أنه من الغرائب و إلا ما استحق النشر


حتي في صفحة الحوادث،‮ ‬فما الغريب أن يساعد مواطن جاره؟‮!.


‬الجديد الذي هو آخر حاجة فعلا،‮ ‬هو نفسه القديم جدا ونردده منذ عقود عن‮ ‬وحدة‮ (‬عنصري الأمة‮)


‬وهو ما يثبت العكس تماما‮.


‬فلم يكن هناك انفصال أعقبته وحدة إلا في عهد مينا موحد القطرين‮!.


‬وبالتالي تعبير عنصري الأمة يعني‮ (‬عنصرية الأمة‮) ‬أو‮ (‬الأمة العنصرية‮)‬،‮


‬فما معني أن المسلم من عنصر والقبطي من عنصر آخر؟‮.




‬لاحظ اختيار الجريدة كغالبية صحفنا لكلمة‮ (‬مسيحي‮) ‬بدلا من قبطي التي تعني المصري


ومنها جاء اسم مصر‮ (‬ايجيبت‮) ‬كما هو معروف،‮


‬لكن التعصب يحيل القبطي المصري الذي يتبع الكنيسة الشرقية إلي مسيحي


‮ ‬لينصرف الذهن إلي‮ (‬غربي‮)‬،‮ ‬وبالتالي فالقبطي محتل كالغرب المسيحي الذي احتلنا


بعد أن عشنا آلاف السنين عربا مسلمين موحدين بالله‮!!‬


وهكذا يخرج القبطي من ملتنا ومن مصريتنا وتاريخنا معا‮. ‬




فكر في صياغة الخبر ثانية لتعرف كم كان الرجل المسلم متسامحا‮ ‬


غير متعصب بدليل مساعدة جاره المسيحي قريب ونسيب عائلات ريتشارد قلب الأسد


الذي هزمه صلاح الدين الأيوبي المصري الكردي الذي نال أصوات ‮٩٩٩.٩٩‬٪‮ ‬


من‮ ‬أصوات المسلمين المصريين في الانتخابات التي أشرف عليها وزيره الطاهر قراقوش‮!.



القبط هم سكان‮ (‬مصر‮) ‬قبل أن يصبحوا أقباطا ومعني أنهم من‮ (‬عنصر‮)


‬أن المسلمين من‮ ( ‬عنصر‮) ‬أخر جاء من منطقة‮ ( ‬العرب‮)


‬إلي مصر فاتحين أو‮ ‬غزاة حسب ما تراه‮.‬



‮ ‬لكن التاريخ ينصف المصريين المسلمين،‮ ‬فغالبيتهم من القبط الذين دخلوا الإسلام


بعد أربعة قرون من دخول الظافر بن العاص الذي لسماحته لم يحرق إلا القري التي لم تستسلم له،‮


‬ولم يقتل إلا من عجز عن دفع الجزية،‮ ‬المهم أن أكثرية المسلمين‮ ‬المصريين


من عنصر واحد هو القبط‮. ‬ولأن الإسلام يبيح زواج المسلم من قبطية،‮ ‬


فقد كثر الزواج بين من ظلوا أقباطا, والقبط الذين أسلموا بحكم العيش معا لآلاف السنين،‮


‬ولهذا يقال للقبطي‮ (‬يا أبو خال‮) ‬لأنه يصبح خالا للطفل الذي تزوجت أخته من قبطي أسلم،


‮ ‬هذه هي مصر،‮ ‬وحدة واحدة إلا بعض قبائل‮ ( ‬عربية‮ ) ‬مازالت تسكن


علي أطراف الصحاري أو الصعيد وتعيش بأخلاق القبائل‮.




لست قبطيا أو كاثوليكيا أعيش في المهجر وأرمي بلادي بتهمة العنصرية‮. ‬

وأقر بأني أسمع كلاما كثيرا عن المواطنة ولكني لا أري فعلا،‮


‬فإن وجد فهو ذر للرماد في العيون،‮ ‬وأستطيع أن أقرر أن هناك تعصبا


واضحا وأحيانا صارخا من بعض المسلمين خارج السلطة وداخلها ضد الأقباط


يجعل بعضهم كرد فعل يصبح بدوره متعصبا لدينه،‮


‬وهنا تقع المسئولية علي المسلمين لأنهم الأغلبية ويمسكون بالسلطة،‮ ‬


لا تقل لي إن بعض المناصب يتولاها الأقباط‮ . ‬فهي‮ (‬كوتة‮) ‬سرية


لا تفصح عنها السلطة.مستمرة منذ أيام عبد الناصر وسارية للآن‮.


‬وهو ما يعني أن هناك تمييزا ضدهم أسوأ من التمييز ضد المرأة التي


جعلنا لها‮ (‬كوتة‮) ‬هي أيضا،‮ ‬وكما يزيد التحرش بالمرأة سنة بعد سنة


يتزايد التحرش بالعنف ضد الأقباط،‮ ‬ولا عجب أن يتزامن هذا مع الحجاب والنقاب‮. ‬




زينا العلم المصري بالصقر ثم بالنسر وهي رموز عربية ولم نفكر في الأهرام


مثلا كرمز يخصنا وحدنا دون بقية الأمم،


‮ ‬فضلا عن أنه مازال ينفق علينا مسلمين وأقباطًا حتي اليوم ولمئات السنين‮!. ‬



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates