«حصاوى يسير فيلمح جاره وصديقه القديم شنودة جالسا على حافة الرصيف، وقد ربط قدميه برباط كبير.. الاثنان يتبادلان الأحضان والقبلات»
حصاوى: قاعد على الرصيف ليه؟ أنت بتشحت يا شنودة؟
شنودة: أبدا.. تعبت برتاح شويه.
حصاوى: ومال رجليك؟
شنودة: وارمة من ساعة التعذيب، لما اعتقلونى فى الستينيات، أصلهم مدّونى على رجليّه لما بقيت مش قادر ألبس الجزمة.
حصاوى: معقولة لسه وارمة من ساعتها؟
شنودة: لا طبعا.. خفيت بعد شهرين، لكن من وقت للتانى أصحى من النوم ألاقيهم ورامين كده لوحدهم، ما أعرفش ليه.
حصاوى: « يربت عليه » قلبى عندك يا شنودة.
شنودة: « يتنهد» نشكر الرب على كل حال.. خد إيدى.
«حصاوى يساعده لينهض ويبدآن السير»
حصاوى: وإيه كانت تهمتك فى الستينيات يا شنودة؟
شنودة: الانتساب لجماعة الأخوان المسلمين.
حصاوى: يا ساتر.. تيجى إزاى دى؟
شنودة: كنا عاملين مظاهرة فى الجامعة عشان حاجة خاصة بفريق التمثيل والموسيقى.
مالهاش دعوة بالسياسة، لكن كان فيه طلبة أخوان عاملين تنظيم، جم يقبضوا عليهم خدونى معاهم.
حصاوى: تقول للمحقق إن اسمك معناه أنك قبطى.
شنودة: أولا الضرب خلانى مش قادر أطلّع صوتى.. ثانيا خُفت لو فهمته الحقيقة يحس بغبائه قدامى يقوم يعذبنى أكتر.. اختصرت السكة، واعترفت بكل اللى طلبه منى، ومضيت تعهد ما اشتغلش بالسياسة.
حصاوى: وما فكرتش ترفع قضية بعد كده وتطالب بتعويض؟
شنودة: وهو حد يقدر ياخد حقه من الحكومة؟ ده كان ممكن يطلعونى من أعداء الشعب وأعوان الاستعمار والرجعية.
حصاوى: ده أيام عبدالناصر، لكن كان ممكن ترفع قضية فى عهد السادات أو مبارك
شنودة: وأجيب شهود منين؟
حصاوى: تخلى زملاءك الإخوان يشهدوا أنك اتعذبت زيهم.
شنوده : يشهدوا معايا إزاى وهما كانوا عاملين مظاهرة عشان يلغوا فريق الموسيقى والتمثيل؟ إنت حمار يا حصاوى؟
حصاوى: «يتحسس قفاه» تقدر ترفع قضية دلوقتى بعد الثورة.
شنودة: فكرت لكن.. «يتلفت بحرص ويهمس» خفت يوقعنى سوء الحظ فى قاضى يكون عضو سرى فى جماعة الإخوان اللى كانت محظورة. بالمناسبة إنت بتحسس على قفاك كل شويه ليه؟ حصلك حاجة لما اعتقلوك زمان؟ « ويربت على ظهره» قلبى عندك يا حصاوى.
حصاوى: «متلفتا بخوف» بس لعلمك دى كانت أيام ما تتعوضش.
«شنودة يغشى عليه»
0 التعليقات:
إرسال تعليق