(حصاوى بالمقهى يقرأ فى صحيفة وبجواره جاره)
حصاوى: أنا سمعت عن مولد السيدة، مولد الحسين، لكن إيه مولد الثورة اللى مكتوب عنه فى الجرانين؟.
الجار: مش مولد، قصدهم الذكرى الأولى للثورة بعد تلات أيام.
حصاوى: يا ساتر يارب، هى لحقت ماتت؟
الجار: أنت حمار يا حصاوى؟ هنحتفل بوقوع الثورة.
حصاوى: هى الثورة وقعت وفشلت؟
الجار وقعت يعنى اتولدت وبعد تلات أيام عيد ميلادها وهيبقى عمرها سنة.
حصاوى : تبقى لسه بترضع وبتحبى وما وقفتش على رجليها.
الجار: وافرض، مش لما بييجى لنا طفلة بنفرح بيها ونحتفل بعيد ميلادها؟.
حصاوى: آه، بس الأهم نوفر لها اللبن ونساعدها تقف على رجليها وتتعلم المشى.
الجار: معلش، لكن كمان لازم نحتفل بضحايا الثورة ونكرم شهداءها.
حصاوى: تقصد شهداء يناير ولا الشهداء اللى ماتوا بعد كده؟ قدام ماسبيرو وشارع محمد محمود وشهداء شارع مجلس الشعب. دا غير شهداء الانفلات الأمنى وشهداء أزمة البوتاجاز.
الجار: ما فيش مانع برضه نحتفل بيهم.
حصاوى : بس شهداء 25 يناير وفبراير ابتدوا ياخدوا تعويضات والبلد بتكرمهم، لكن اللى استشهدوا بعد كده لسه ما عرفناش مين اللى قتلهم ولا اتقدموا للمحاكمة.
الجار: معلش بس الدور هاييجى عليهم.
حصاوى: مش لما نعرف الأول مين الطرف التالت اللى قتلهم؟ دا بيقولوا واحد اسمه اللهو الخفى.
الجار: معلش، كل دا ما يمنعش اننا نحتفل بالثورة.
حصاوى: نحتفل ولسه فيه ناس بتقطع خطوط المواصلات وبلطجية فى كل محافظة فى مصر بتسرق وتخطف وتقتل وترعب الناس؟
الجار: معلش كله هايتصلح بإذن الله.
حصاوى: أفهم نحتفل لما كل الناس تلاقى شغل وتضمن لقمة عيش كريمة وتنتهى المحاكمات للمفسدين وتبدأ المحاكمات مع اللى لسه ما اتحققش معاهم.
الجار: معلش، هايحصل بإذن الله.
حصاوى: نحتفل قبل ما نتفق على دستور لدولة مدنية حديثة؟
الجار: هايحصل، وهاتتشكل لجنة تحط دستور جديد.
حصاوى: واحنا لسه هانخترع العجلة؟ قدامنا دساتير الدول اللى اتقدمت علينا وبنستورد منها كل حاجة، نحتفل يوم ما يبقى عندنا دستور زيهم يخلينا ما نحتاجش لحد وإحنا اللى نصدر لهم، ويبقى ساعتها نحتفل بالثورة.
الجار: بس بالشكل دا جايز نستنى كتير.
حصاوى: أبدا، فى عمر الشعوب خمسين وستين وسبعين سنة، مش زمن كبير!
(الجار يغشى عليه)
0 التعليقات:
إرسال تعليق