
كتبت : آمـــال بكيــــــــر
ربما قبل الدخول في تفصيلات المسرحية التي شاهدتها لك
هذا الاسبوع أن اتحدث عن المكان أو المسرح
الذي قدمت عليه هذه المسرحية.
في البداية إسم المسرحية الغرفة العلوية ومكان عرضها
أي المسرح هو سطح أو سطوح
باللغة الدارجة لقصر السينما بجاردن سيتي.
مكان فسيح وهواء طلق حولها فروع الاشجار القائمة
بالشارع خشبة مسرح واضاءة وايضا كواليس
ثم مقاعد للمتفرجين تسع هذه المقاعد ما يزيد علي200 متفرج
واحيانا تتسع لما يزيد علي هذا العدد بمعني ان المسرح
أو قاعة المسرح اكبر من المسارح
الصغيرة التابعة للبيت الفني للمسرح
مثل قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة
وقاعة يوسف إدريس بمسرح السلام
والمخصصة لفرقة مسرح الشباب.
فكرة تبناها ولو ان هذه الكلمة غير صحيحة والصحيح
هو انه فكر فيها ـ رئيس قصر السينما
بجاردن سيتي الفنان تامر عبد المنعم
لاستغلال فضاء لديه لم يشغلها
أي شئ وربما هي فكرة لاستغلال
الاسطح بأماكن أخري بدلا
من استغلالها في المخلفات المسيئة
لمنظر العاصمة القاهرة إذا نظرت اليها من اعلي
واعتقد ان توج عمله حضور د. أحمد مجاهد العرض
باعتباره تابعا للثقافة الجماهيرية.
هذا عن المسرح فماذا عن المسرحية ؟
إنها تتناول الصراع الدائم والمستمر بين المطلق والنسبي.
ما يؤمن الشخص به عن يقين وما يؤمن به بصورة نسبية.
كانت بداية المسرحية من خلال ورشة عمل قام بها لينين الرملي
للمركز القومي للمسرح لتدريب الشباب في التعرف
علي الكتابة للمسرح والإخراج وايضا التمثيل..
وكانت النتيجة هذه المسرحية الغرفة العلوية
لأنها تخص الانسان في كل وقت وكل مكان ايضا.
فماذا عن مسرحية الغرفة العلوية
التي كتبها وأخرجها لينين الرملي؟
لدينا شقيقان أو شخصان او بطلان كل منهما علي يقين
بأنه يملك الحقيقة المطلقة أما الآخر فيري ان هذا الشخص
علي خطأ وما يراه حقيقة ما هو إلا وهم من خلال
صوت الأم التي لا نراها, الاول علي اعتقاد راسخ بأنها
علي قيد الحياة وتسكن في الغرفة العلوية
وتأتي بعمل هذا وذاك
والآخر متأكد ايضا بأن هذا ما هو إلا خيال
وان الام غير موجودة وما هذا إلا وهم.
لدينا الخادم أو الانسان الآلي او ما شابه محايد تماما
يمثل العقل والمنطق الذي لا ينحاز لأحد علي حساب الآخر
المهم لديه ان كلا منهما حر في تصرفاته
وفي اعتقاده بشرط إلا يضرا بعضهما.
لدينا ايضا حياة وهي فتاة تمثل بالفعل الحياة
كما هو اسمها هذه الفتاة يحبها البطلان.
وهي لا تهتم بما يراه هذا وذاك المهم آلا تجبر
علي أن تكون علي هواهما.
وفي النهاية يفوز بها العاقل الذي يجد
نفسه غير متناقض معها.
اما الأخوان فالشجار والقتل والموت هو النتيجة الحتمية
لاعتقاد كل منهما بأن ما يراه صحيح لنراهما
في النهاية في شكل انسان منهوك القوي.
إذن الكل هنا قد مات ومن عاش هو صاحب العقل
وصاحب المنطق الذي يري الحياة بمنظار العقل السليم
الذي يقبل هذا وذاك بمعني يقبل السعادة علي طريقته
وعلي طريقة الآخر مثلما احب العقل حياة لأنه
لا يجد نفسه متناقضا معها وهي بالمثل
لا تضمن له السعادة طول الوقت.
العرض أو الفكرة او المسرحية تعتمد
علي اربع شخصيات
فقط بالاضافة لصوت الشخص الخامس
الذي لا نراه ولكن نسمع صوته فقط.
ولعل من أهم مميزات هذا العرض هو تقديمه
الفكرة في مدة لا تتجاوز45 دقيقة.
وهو ما يميز هذه المسرحيات التي بدأت تأخذ حقها
أو نصيبها من المسرح بصفة عامة وهذا لا ينفي بالطبع
وجود المسرحيات التي اعتمدنا عليها لنشاهدها
في ساعتين واحيانا أكثر من ساعتين.
الشخصيات في مسرحية الغرفة العلوية التي نراها
ولكن نشاهد فقط البطل يفتح الباب
ليصعد اليها ثم يأتي فيغلق الباب.
الشخصية الأولي هي المدرس نراه في البداية
نائما ليصحو علي صوت هدير او صوت مزعج
ليسأل عن والدته التي تطلب منه صوتا فقط
ان يشرب اللبن مثلا أو ان يفعل هذا او ذاك.
الأخ أو البطل الثاني هو الطبيب الذي يختلف تماما في رأيه
عن رأي المدرس ويؤكد له أن الوالدة غير موجودة
وأنها لا تسكن الغرفة العلوية.
الخادم هو العاقل او المنطق السليم بينما حياة هي
خطيبة المدرس التي نراها لا تخصه بالحب
بل تقدم هذا الحب للاثنين علي طريقتها.
المدرس قام به ياسر بدوي وكان مقنعا ومؤديا جيدا
لولا بعض المبالغة اما الطبيب تامر الجزار
فكان ايضا مقنعا في دوره لكن بصوره اقل من المدرس.
شريف كمال قام بدور العاقل وكان متميزا في حركاته
ونطقه للجمل البسيطة اما حياة فقامت بها صوفيا ياسين
وكانت جيدة بالفعل في ادائها.
المخرج لدينا والمؤلف هو لينين الرملي الذي قدم مسرحية
تقدم لنا الافكار التي إعتدنا عليها من فكرة متميزة
لهؤلاء المغالين في ارائهم بالذات وحركة مسرحية سريعة
وجيدة وايضا ملابس تناسب كل
شخصية خاصة العاقل والفتاة.
إنه في النهاية مسرح لينين الرملي
الذي يخاطب العقل بصورة في غاية الذكاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق