28‏/09‏/2009

(أدب المقاومة)

28‏/09‏/2009



(بقلم :لينين الرملي)

كل أدب هو مقاومة للظلم والاستعباد والاستغلال.

ولكن لا بد أن يسبق ذلك مقاومة للنفس

(التي هي أمارة بالسوء).

مقاومة للجهل بالعلم وللتخلف بالتقدم

وللكراهية بالحب وللتعصب بالتسامح.

والأمم التي لا تفعل ذلك تغري الآخرين

باحتلالها والهيمنة عليها والإدعاء بأن

ذلك أفضل لرقي البشرية.

ويقول المعجم

(أدب فلانا: راضه علي محاسن الأخلاق والعادات)

ولكن أدب المقاومة في منطقتنا يعني

حماية أرضنا

مع الدفاع عن عيوبنا وأكاذيبنا. لذلك استبدلنا الشعر

والأدب بالأناشيد الحماسية والشعارات

والأحاديث الثورية علي القنوات الفضائية.

نمدح حكامنا وأنفسنا ونلعن من فوق منبر الأدب،

الاستعمار والإمبريالية والصهيونية والعولمه.

ونجحنا فها هو شارون يحتضر. نعم سيأتي من

هو ألعن منه لكن ذخيرتنا من الدعوات لا تنفذ.

وهاهو صدام الأسد الكاسر يزأر مقاوما من خلف قضبانه.

وأحرار العراق يقاومون فيستشهدون.لا يكتفون

بقتل أمريكي كل يوم أو ذبح سفيرا لمصر

أو مبعوثا للأمم المتحدة أو صحفي أجنبي بل ينسفون الناس

والشرطة حتي لا يستسلموا للعدو. ويحرقون

بترولهم حتي لا يحصل عليه العراقيين من غير السنة.

ونظام سوريا لم يسكت عن احتلال إسرائيل للجولان

لأربعين سنة. بل احتل لبنان ليقاوم منها.

يعاونه نظام إيران وتصريحات رئيسه النارية.

وكان سودان الشمال وجنوبه يقاومان بعضهما.

ثم هربت مجموعة بعيدا عن (المقاومة)

وعسكرت بمصر حتي ترضخ الأمم المتحدة

وتوافق علي تهجيرهم.


وتعاهدت الفصائل الفلسطينية ألا يقاوموا بعضهم

وقبلوا التهدئة مع إسرائيل مؤقتا

لكنهم واصلوا الانتفاضة

باقتحام حدود مصر وقتل بعض جنودها.

نعم ستغرق أمريكا في العراق

وتطردهم طالبان

من أفغانستان وتتحرر الجولان وقبلهم القدس وتنمحي

إسرائيل وتنهار حضارة الغرب.

واستعداد لكل هذا يندفع

ملايين العرب من الآن في طوابير

طلبات الهجرة لأمريكا

وكندا إلي حد استشهاد الأشقاء السودانيين

علي أيدي الشرطة المصرية التي احتلت معسكرهم

بميدان مصطفي محمود، بينما نزلوا مصر

ترانزيت إلي (أمريكا وكندا)

الوطن الذي لا يرضون

بغيره بديلا ولو كان حلايب.


هو موسم المقاومة إذن وأيضا موسم الهجرة

إلي الشمال كما قالت

رواية الأديب السوداني الطيب صالح.


فمتي يحين موسم الهجرة إلي النفس؟

ويعبر الأدب عن المقاومة الحقيقية؟

وهل يكسب المرء معركته مع العدو

أو الشقيق ـ

دون أن يكسب معركته مع نفسه؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates