
كتب: د। عمرو دوارة
توجت تجربته الإبداعية بتقديرية الدولةلينين الرملي... علامة الجودة المسرحيةإيمانه بموهبته جعله يستقيل من العمل بوزارة الثقافة في بداية حياته ليتفرغ للإبداع رغم أنه وقتها كان رب أسرةلم يكتف بالكتابة المسرحية وله إسهامات تليفزيونية وسينمائية مهمة أهمها أعماله لعادل إمام الإرهابي.. هللو أمريكا.. ثلاثية بخيت وعديلةأولي مسرحياته "الكلمة الآن للدفاع" كتبها عام 1971 ونشرها عام 1981 ولم تقدم علي أي مسرح محترف حتي الآنالفوز بجائزة الدولة التقديرية يعني الكثير بالنسبة للمبدع ذاته وللآخرين، فالجائزة تؤكد للمبدع صواب قراراته المصيرية ونجاحه في إدارة موهبته ومشاركته المثمرة في مسيرة الإبداع وتعني للجميع اعترافا رسميا بقيمة الإنجازات والإبداعات المتتالية وتتويجا للمسيرة واعترافا بمدي ثراء التجربة وتنوعها وتميزها بحيث تصبح نموذجا يحتذي وتشجيعا عمليا للأجيال التالية من المبدعين.
والكاتب لينين الرملي من الكتاب القلائل الذين استطاعوا تحقيق الشهرة الجماهيرية بحيث يصبح اسمه علي العمل الفني بمثابة العلامة التجارية للجودة وربما يعود ذلك إلي عدة عوامل مختلفة من بينها غزارة الإنتاج وارتباطه بتقديم الكوميديا الهادفة وأيضا نجاحه لسنوات طويلة في تكوين هذا الثنائي الرائع مع محمد صبحي والذي يعيد إلي الأذهان فورا الثنائي الخالد بديع خيري ونجيب الريحاني ولابد أن أؤكد بداية أن نجاح الثنائي لا يمكن إرجاعه لنجاح أو تفوق فرد منهما بل بمشاركتهما المتساوية ومدي تفاهمها معا.مراحل إبداعيةوالمتتبع لمسيرة لينين الرملي، في مجال التأليف المسرحي يمكنه ومن خلال غزارة إنتاجه أن يقوم بتقسيم رحلته الإبداعية إلي ثلاثة أقسام هي:أولا: تجاربه ونصوصه التي قام بتقديمها من خلال استوديو 80 مع محمد صبحي.ثانيا: نصوصه بفرق القطاع الخاص المختلفة والتي قام بتقديمها من خلال استوديو 80 .ثالثا: النصوص التي قدمت له بمسارح الدولة المختلفة.
وبلاشك يعتبر ذلك التقسيم النوعي والشكلي تقسيما أوليا يمكن أن يتم من خلالها إيجاد تصنيفات أخري كالنصوص التي قام بإعدادها أو استوحي فكرتها من نصوص أجنبية والنصوص التي قام بإبداعها أو النصوص الكوميدية التي يتم تصنيفها تحت مسمي الكوميديا الجادة والهادفة والنصوص الأخري التي يمكن تصنيفها تحت مسمي العروض التجريبية هذا ويجب التنويه وقبل الاستطراد مع رحلة لينين الرملي المسرحية أن أقرر بداية أن مسيرته في مجال التأليف الدرامي لم تقتصر علي مجال المسرح بل قام بإثراء الأعمال الدرامية في مجالي السينما والتليفزيون أيضا بتقديم بعض الأعمال المتميزة وفي مقدمتها فيلم الإرهابي، بخيت وعديلة، بخيت وعديلة الجرد والكنكة، لعادل إمام، والثلاثة من إخراج نادر جلال والذي قدم له أيضا هالو أمريكا، والبداية، السيد كاف، وهما من إخراج صلاح أبوسيف، النعامة والطاووس، إخراج محمد أبوسيف ومن أفلامه أيضا الرجل الذي عطس، محامي تحت التمرين، أما في مجال المسلسلات والسهرات التليفزيونية فقد قدم لينين الرملي عدة مسلسلات ناجحة يذكر منها فرصة العمر، عيون، ميزو، شرارة، هند والدكتور نعمان وسهرة الممثلاتي «00».
البدايات المسرحية:
ولد لينين الرملي في 8 أغسطس 1945، وحصل علي بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية قسم النقد عام 1970 مع شريكة عمره وأم أولاده فاطمة المعدول رئيس قطاع الإنتاج الثقافي وشريكه الفني محمد صبحي خريج قسم التمثيل... وينتمي لينين إلي عائلة أدبية فوالده الكاتب اليساري فتحي الرملي «190 ـ 1977» والذي أصدر مجلة المعارضة عام 1950، ومجلة البشير عام 195 ومن إصداراته الجبهة الاشتراكية، مفتاح الماركسية، ثورة 19، الصهيونية أعلي مراحل الاستعمار، ووالدته الكاتبة سعاد زهير إحدي المدافعات عن حقوق المرأة وعضو مسئول باتحاد الكاتبات.وقد بدأ لينين في كتابة المسرحية في أوائل السبعينيات وكانت أول مسرحياته بعنوان الكلمة الآن للدفاع «1971» ولم تقدم علي مسرح المحترفين إلي الآن نشرت عام 1981 والتحق لينين بعد تخرجه بالعمل بوزارة الثقافة إلا أنه قرر الاستقالة للتفرغ لكتابة المسرح والأدب بصفة عامة وهي بلا شك مغامرة محفوفة بالمخاطر خاصة وأنه رب أسرة في هذه الفترة لكن إيمانه بموهبته دفعه للمغامرة.وفي أوائل الثمانينيات كون مع الفنان الكوميدي محمد صبحي فرقا مسرحية أطلقا عليها اسم «استوديو 80» واستمرت حتي عام 1993 حينما حدثت بعض الخلافات فقررا الانفصال الفني وخلال هذه المرحلة قدمت الفرفة من إخراج وبطولة محمد صبحي ست مسرحيات علي مسرح نيو أوبرا، الفردوس، بالقاهرة وأيضا بمسرح الجلاء كما قدمت بعض عروضها بالإسكندرية وهذه العروض هي: المهزوز «1981»، انت حر «198»، الهمجي «1985»، تخاريف «1987»، وجهة نظر «1989»، بالعربي الفصيح «1991».ولم تتوقف عروض لينين الرملي بفرقته مع محمد صبحي حيث استمرا في تقديم العروض بعد انفصالهما بعنوان «استوديو 000» وقدم من خلالها الحادثة «1993»، الكابوس العار «1994»، جنون البشر «1994»، أسرار الكاميرا الخفية «1999» اعقل يا دكتور «001»، وذلك بخلاف عرض مجد وغلب عام «94ـ95» والذي أنتج بمشاركة صندوق التنمية الثقافية.
وبخلاف النصوص التي قدمت من خلال استوديو 80 أو استوديو 000 قدمت فرق القطاع الخاص عددا كبيرا من النصوص للينين الرملي، نذكر منها إنهم يقتلون الحمير «1974» لفرقة عمر الخيام وإخراج جلال الشرقاوي، انتهي الدرس يا غبي «1975» لفرقة المسرح الجديد من إخراج السيد راضي، علي بك مظهر «1977» إخراج أحمد بدر الدين، مبروك لفرقة المسرح الجديد «1977» إخراج شاكر عبداللطيف حاول تفهم يا زكي لفرقة المسرح الجديد أيضا عام 1979 وإخراج د. نبيل منيب، نقطة الضعف، والتي قدمت بعنوان راسب مع مرتبة الشرف لفرقة الكوميدي المصرية عام 1978، ومن إخراج شاكر خضير، سك علي بناتك إخراج فؤاد المهندس عام 1980 لفرقة الكوميدي المصرية أيضا، سعدون المجنون للفرقة المصرية للكوميديا عام 199، ومن إخراج د. شاكر عبداللطيف، وذلك أيضا بخلاف عرض الفضيحة عام 1983 لنفس الفرقة.
ويتبقي القسم الثالث من إبداعات لينين الرملي وهي المسرحيات التي قدمت بمسارح الدولة ونذكر منها عفريت لكل مواطن، بالمسرح الكوميدي «1988» من إخراج محمد أبوداود أهلا يا بكوات «1989 ـ 006» ووداعا يا بكوات 1997 للمسرح القومي ومن إخراج عصام السيد، تحب تشوف مأساة للمسرح القومي أيضا عام 00 من إخراج خالد جلال، واللهم اجعله خير.. للمسرح الكوميدي من إخراج محسن حلمي «عام 1997» «اخلعوا الأقنعة» للمسرح القومي 007 من إخراجه.هذا وتتضمن قائمة عروض لينين الرملي بعض العروض الجماهيرية الأخري كأبوزيد «1988» بطولة السيد زيان وتكسب يا خيشة بطولة أحمد بدير.تقدير وتتويجإنها حقا رحلة ثرية استحق عليها العديد من الجوائز وشهادات التقدير والتكريم من بينها جائزة دول البحر الأبيض المتوسط جائزة كلاوس، وجائزة أفضل كتاب اخلعوا الأقنعة وجائزة سعاد الصباح عن مسرحية بالعربي الفصيح وذلك بخلاف تكريمه بالجامعات المصرية وبعض المؤسسات الثقافية.
وأخيرا تم تتويج كل ذلك بجائزة الدولة التقديرية باعتراف رسمي من الدولة وبعدما كرمته بمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 000.هذا وتجدر الإشارة إلي أن بعض نصوص لينين الرملي قد استوحي فكرتها من نصوص أجنبية شهيرة ولأمانته الأدبية فقد ذكر ذلك بوضوح ومن بينها إنهم يقتلون الحمير عن فيلم إنهم يقتلون الجياد، انتهي الدرس يا غبي، عن الفيلم الأمريكي شارلي، وعلي بك مظهر، عن مسرحية عاشق المظاهر، للكاتب الأمريكي جورج كيلي، والحادثة عن قصة الكاتب الإنجليزي جون فاولز ولكنه في جميع الحالات نجح في إعادة رسم الشخصيات الدرامية وغرسها في التربة المصرية والربط بينها بالإسقاط السياسي أو الزماني ببعض الأحداث المعاصرة بحيث أصبحت مسرحيات جديدة اعتمدت فقط علي الحبكة الدرامية بالنص الأصلي.وأخيرا كل التهنئة لهذا الفنان والأديب المغامر الذي يدرك قيمة الكلمة ويؤمن بدوره كرجل مسرح عشق خشبته فأعطاه المسرح أيضا الشهرة وحب الناس ثم التتويج بالتكريم والجوائز.
المصدر: جريدة القاهرة
0 التعليقات:
إرسال تعليق