02‏/02‏/2010

الرقص علي السلالم

02‏/02‏/2010

كتب لينين الرملي


‬في خطابه الأخير طلب الرئيس من الأزهر والكنيسة والكتاب والمفكرين


أن يقوموا بدورهم في محاربة الفتنة الطائفية‮


ويعني هذا أن بعض المقصودين بهذا الحديث لا يقومون بدورهم‮ ‬بما يكفي‮.


‬ فلنترك الأزهر والكنيسة‮ ‬للجهات المسئولة لتتحدث معهما‮ - ‬إذا قدروا‮-


‬فالكلام معهم وعنهم من المخاطر‮. ‬فالدين له رجاله،‮ ‬وهم المختصون به‮.


‬أما المفكرون والكتاب فهم من رجال الكلام،‮ ‬والمعروف أن أي كلام خارج


إطار الدين يعد من اللغو‮. ‬شوية كلام يقوله من قرأ أو اطلع علي كتب


أو علوم الفرنجة،‮ ‬كأن رجال الدين هم من يعملون ولا يتكلمون،‮ ‬

.

مع‮ ‬أنهم لا يعملون أي شيء،‮ ‬لكنهم يراقبون كل من يؤدي عملا‮. ‬


فيحلون أو يحرمون عمله أو يحددون قوانينه‮. ‬فهم السادة المفتشون‮.


‬نقبل أياديهم ونناديهم بسيدنا ومولانا وهو ما لم نفعله مع الأنبياء‮!


‬ولأنهم لا يعملون فصناعتهم الوحيدة هي الكلام‮ ‬،‮ ‬وكلامهم منقول


ومكرر من الكتب القديمة ومقرر علينا في المدارس والجامعات وفي العمل،‮


‬وعندما نفتح المذياع أو التلفاز أو النت الذي ابتدعه الكفار


وهو‮ ‬غير الشبكة العنكبوتية التي اخترعها علماء الدين ليسجلوا


علي مواقعها أحدث الاكتشافات الكونية التي تمت


في عهد سيدنا الوالي أو الخليفة السلطان.


الميكروفون معهم طيلة الوقت‮ ‬يصرخون فيه


بأعلي صوت مع أنه مكبر للصوت‮!


‬ويصرخون علي صفحات الصحف القومية والمعارضة والمستقلة


والصحف الصفراء،‮ ‬فلا بد أن نتبرك بهم حتي يفتح الله علينا ويوسع رزقنا‮.


‬ العلم عندهم إذن،‮ ‬والجهل شيمة الكتاب والمفكرين رغم هوان شأنهم


وانخفاض صوتهم وقلة حيلتهم وأحيانا كثيرة جبنهم‮.‬


‮ ‬لكن الطريف اللطيف أن رجال الدين المعتمدين،‮ ‬لا يعجبهم


أيضا كلام رجال الدين الذي لا يوافق ثوابت عندهم لا يتزحزحون


عنها بدعوي أنها الدين الذي قاله العلماء من‮ ‬غابر السينين في كل الميادين،‮


‬حتي المسائل التي لم يعرفها زمانهم أو اختراعات لم يتخيلوها قط‮.


‬فما بالك بالمفكرين والكتاب الذين هم حيالله من رجال الكلام في الدنيا لا الدين؟‮.




أفهم ببساطة فلسفة العالم الجليل بن لادن وحكومة طالبان،


‮ ‬فهم واضحون صادقون يفعلون ما يقولون‮..

‬يقولون لك بكل سماحة إذا لم تنصع وتخضع للحق‮ ( ‬وهم الحق‮)‬،‮


‬فالسيف عقابك مسلما كنت أم من أي ملة،‮ ‬فالجنة لهم والنار للآخرين،‮


‬ليس‮ ‬غدا ولكن الآن‮. ‬أما رجال الدين عندنا فمن الصعب فهمهم‮.


‬تسألهم الفن حرام؟ يقولون أبدا لكن بشروط‮.



‬منها مثلا ألا يتزوج الممثل في الفيلم بممثلة‮ ‬ليست‮ ‬زوجته في الحقيقة‮. ‬


ولا يدخن سيجارة لأنها حرام شرعا،‮ ‬فقد قال فلان بن علان ما نفهمه


الآن أنه حرام،‮ ‬لذلك لم يدخن السيجارة بل السيجار


الذي هو أقل ضررا وضرارًا،‮ ‬الرياضة جائزة بشرط أن


يكون الشورت‮ ‬تحت الركبة،‮ ‬ويجوز أن يكشف طبيب علي


امرأة مسلمة فيري عورتها فقط دون وجهها،‮ ‬


لأنها‮ ‬غالبا منقبة لكن‮ ‬بشرط ألا يكون قبطيا.


لكن أن يتعلم المسلم والمسلمة علي يد الأطباء الفرنجة ذكورا


وإناثا فحلال مبين،‮ ‬وحبذا لو تزوج الطالب المسلم زميلته المسيحية


لعله يخرجها من دينها أو يهدي الطالب أستاذه إلي الدين ليعز به الإسلام‮. ‬


وأفهم بسهولة فلسفة آيات الله في إيران وحماس


في‮ ‬غزة والإخوان في مصر‮. ‬


ولا أفهم رجال الدين المعتمدين عندنا فهم لا يقولون صراحة


إنهم آيات الله كأنهم يؤجلون ذلك لوقت أنسب وهم يقاومون الشيطان


الذي يتمثل في المفكرين أتباع الفرنجة في مصر‮.


‬أما الإخوان فينتظرون ظهور المهدي المنتظر


ولو جاء من تنزانيا أو‮ ‬غيرها ليحكمنا‮. ‬



هل في هذه البيئة التي تظللها سحابة سوداء من فوقها والمجاري


في مياه الشرب من تحتها،‮ ‬ننتظر أن يأتي خير من المفكرين والكتاب؟


المفكرون والكتاب حسب موسوعة إكسفورد العربية هم كل


من يكتب في الصحف والمجلات ويظهر في الفضائيات،‮


‬وقيل من يكتب المدونات والفيس بوك والله أعلم‮. ‬


قرأت الصحف‮ ‬غداة خطاب الرئيس فوجدت صحيفة قومية


انفردت بنشر عناوين الموضوعات التي تحدث فيها إلا عناوين


حديثه عن الفتنة الطائفية‮ ‬فقد أزاحته إلي الصفحات الداخلية‮.


‬أما باقي الصفحة الأولي فقد زفت لنا بشري أن المحكمة الإدارية


صرحت للمتنقبات بدخول الامتحان بالنقاب،‮


‬ولكن الجامعة رفضت تنفيذ الحكم،‮ ‬ولم تكمل الخبر كما فعل باقي الصحف،‮


‬فتذكر أن المحكمة الدستورية العليا وهي أعلي محكمة في البلاد،‮


‬سبق أن أصدرت قانونا يمنع النقاب،


‮ ‬وفي داخل الصحفية كتب أحد كبار الصحفيين أن مشكلة النقاب


انتهت بحكم المحكمة الإدارية،‮ ‬لعله يضمن بذلك أصوات الصحفيين


من الإخوان،‮ ‬وسبقه رئيس تحرير الصحيفة‮


(‬التي تقول المعارضة إنها صوت الدولة‮) ‬بمقال متميع كالعادة


في النهاية في صالح الفتنة‮. ‬


وأنا أكتب هذه السطور قاطعتني صحفية من مجلة‮ ‬روزاليوسف‮


‬تسأل وتريد إجابة واضحة مختصرة‮:


‬هل نلغي المادة الثانية من الدستور؟ وخانة الديانة في البطاقة؟


هل نصدر قانونا موحدا لبناء دور العبادة؟


‮ ‬أقول‮: ‬هل مشكلتنا في نقص القوانين لنخترع المزيد منها؟


أم أننا لا نطبق القوانين أصلا؟‮.


‬والأهم هل نعرف من نحن؟‮. ‬

الإجابة لا تعجبها‮.


‬وعندها حق فلا أزعم أني من المفكرين أو الكتاب‮.


‬فقد فكرت وكتبت ولكني لم أفهم أبدا ما تريده الدولة،‮


‬فكل حكومة تجيء تسعي أن تبقي بأي وسيلة لأطول مدة ممكنة،‮


‬و لذلك لا تتورط أبدا فتعلن علينا أننا دولة مدنية أو أننا دولة دينية،‮ ‬


فمنهجها الدائم هو الرقص علي السلالم‮. ‬وبينما تقف المعارضة


علي سلم نقابة الصحفيين تدعو‮ ‬غالبا للدولة الدينية،‮


قليلة للدولة المدنية‮. ‬ترقص الحكومة علي سلالم قلب مصر


عشان ما تزعلش حد،‮ ‬أما الأقباط‮ ‬فهم مش مشكلة جامدة


لأنهم أقلية من العنصر الثاني‮.


‬ نحن نعرف المثل الشعبي الذي يحدثنا عن مصير من ترقص علي السلالم‮. ‬


لكن يبدو أن المسئولين عندنا لا يعرفون‮.


‬ولكنهم يحكمون‮..


‬وحتي إشعار آخر‮. ‬

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates