
الخبر مصور في قناة البي. بي. سي عن رجل فلسطيني في الثمانين من عمره تزوج عشر مرات وله من الأطفال والأحفاد 340، آخرهم أنجبه من سنتين، الحسد قد يجعلك تري عدد أطفاله أكثر من اللازم! والغيرة تجعلك تري عدد زيجاته كذلك، لكنه ليس المثل الوحيد النادر، فكم من رجال مثله في مصر والعالم العربي والإسلامي.
قد يتبادر إلي ذهنك أن من يفعلها يمتلك ولابد قدرة مالية تمكنه أن ينفق علي زيجاته ومطالب زوجاته وعلي البيوت التي يفتحها ثم علي العدد الكبير من الأبناء الذين سينجبهم وتكبر نفقاتهم كل عام، وقد يتبادر إلي ذهنك أنه ولابد مجنون بمعاشرة النساء، فلا تكفيه واحدة ولا أربع أو هو ملول يحب أن يجرب أنواعا مختلفة منهن، الطويلة والقصيرة، البدينة والنحيفة، الشقراء والسمراء الخ، لكن الرجل قال للبرنامج إنه فقير وجري تصويره في بيته مع آخر زوجاته وحوله بعض أطفاله الصغار يفترشون حصيرا علي الأرض.
الأهم أن الرجل أعلن بصراحة أنه يكره النساء!.
قد يخطر لك أن الرجل يريد أن يعلن علي الناس فحولته أو أنه معقد فهو يميل إلي القبح، ويريد أن يظهر براعته في اصطياد النساء.
أنت حر في تفسيرك للأمر، لكن يجب أن تنتظر لتسمع مبرره لما يفعل.
لم يقل إنه أسعد العشر نساء اللاتي تزوجهن فهو لا يحب صنفهن.
ولا تعنيه مشكلة فقر أولاده. لقد فعل كل ذلك عندا ونكاية في إسرائيل! لقد قرر هذا الفدائي أن يهدد الدولة الصهيونية بهذه الكثرة من الأطفال الذين يهديهم إلي وطنه فلسطين، فهم مشاريع مقاومة في المستقبل.
لا يهم أن يعيشوا جوعي ولا يجدون العمل اللهم كعمال عند إسرائيل مثل آلاف الفلسطينيين، فإذا رفضت تشغيلهم خرجوا علي القانون واحترفوا السرقة والنصب وتهريب البضائع عبر الأنفاق، كل هذا لا يهم.. المهم أنهم كثرة، والكثرة تغلب الشجاعة، وتغلب السلاح وتغلب العلم لذلك فالرجل مطمئن إلي مستقبل القضية علي يده.
ربما الرجل يكذب ليبرر شراهته للنساء، أو أصابه الخرف، أو عنده إعاقة ذهنية أصلا، لكن هل تظن أن هناك من يجرؤ أن يرفض خطته سواء من الفلسطينيين أو العرب فيعرض نفسه لتهمة خطيرة هي عرقلة المقاومة لصالح الكيان الصهيوني؟، فنظرية الكثرة تغلب الشجاعة متفشية في المجتمع العربي الإسلامي ومنذ أن كانوا يعيشون في قبائل.
عندما كنت شابا سمعت الناس يقولون مرارا وتكرارا إن تعداد جيشنا بلغ المليون بينما تعداد كل الشعب الإسرائيلي - وقتها - لا يتجاوز المليونين، ولو خرج الناس في بلادنا وكل يحمل عصا أو شومة فسوف نهزم العدو لا محالة.. كان ذلك طبعا قبل يونيو 67 وكان عبدالحليم قد غني لناصر (أطلب تلاقي تلاتين مليون فدائي في جميع الميادين)، وفهمت الآن فقط أن الجنس أو النسل علي رأس هذه الميادين!.
لكن ما لنا والماضي الآن؟، كان فعل ماضي.. احنا مالنا وماله؟، خلونا في الحاضر وجماله نعيش علي بهجته وآماله، فلنفكر في أمر الكثرة التي تغلب الشجاعة علي ضوء الوقت الحالي، فقد أصبحنا في مصر ثمانين مليونا في عين العدو وتكاثر تعداد كل البلاد العربية.
غير أن المستقبل يهدد هذه الكثرة للأسف، فالإحصاءات تقول إن البطالة في هذه الدول من 12 إلي 25% من السكان، حقا قد لا تعوق البطالة المقاومة بل قد تزيد عمليات الاستشهاد عندما ييأس الشباب المتعطل من حياته كلها، لكنها بالتأكيد تعوق النسل فالعاطل لا يقدر علي الزواج، ولا نسل بلا زواج، والإحصاءات تقول إن نسبة العزاب تصل إلي 60% في سوريا التي تنتظرها موقعة تحرير الجولان وفي الأردن 49% وفي الجزائر ثلث السكان، وفي مصر حوالي 9 ملايين عازب وعازبه، أما في فلسطين فنسبة العزاب 1% فقط رغم أنها تعاني الفقر والبطالة.
هكذا نصل إلي أن ما قاله صاحب الثمانين عاما هي خطة استراتيجية مدروسة ولابد ستؤتي أكلها في القريب، قل إن شاء الله، أما وقد وثقنا في مستقبل القضية فلنتفرغ لمكافحة النفس الأمارة بالسوء، فماذا تفعل هذه الأعداد الغفيرة من غير المتزوجين؟، كيف يكافحون غرائزهم الجنسية ويتعلمون كبتها إلي ما شاء الله؟، الاختيارات أمامهم كثيرة، فأولي الأمر يطلبون منهم التسامي عن طريق بذل الطاقة في الرياضة حتي آخر نفس فيهم، والمعارضة تحثهم أن يتخلصوا منها عن طريق الاعتصام والتظاهر ضد العدو وضد حكوماتهم، والمسئولون لا يتحركون لمنع تحرش الذكور بالإناث كنوع من التنفيس عن طاقاتهم، وهو أفضل من حوادث الاغتصاب التي استفحلت ولا تقدر السلطة علي ملاحقتها كلها وإن نجحت فبعد الاغتصاب لا قبله، والآباء يشجعون بناتهم القاصرات علي الزواج العرفي من شيوخ العرب الأشقاء، والرجال يلجئون إلي أماكن الدعارة خاصة وهي علي أرصفة الشوارع والطالبات يجدن فيها متنفسا بالإضافة إلي حق شحن كارت الموبايل، أما المهذبات فيمارسن العلاقات بلا زواج، والخانفات يلجأن للزواج العرفي أو الشفهي علي سنة الله ورسوله، وعموما فالطب خلصهن من مشكلة غشاء البكارة، أما من أعيتهم كل الحيل فعنده اللجوء إلي علاقات المحارم، أو العلاقات المثلية رجالا ونساء، وأخيرا وليس آخرا أن يعتمد كل شاب وفتاة علي نفسه! يساعدهم أفلام البورنو علي أسطوانات أو علي النت، لكن عيب كل هذه الطرق بلا استثناء أنها لا ينتج عنها نسل يهدد عدونا وهو وسيلة المقاومة الأولي.
لذلك يقاوم الفلسطينيون وحدهم بسلاح الذرية ويتقاعس العرب ولا يحصدون إلا الانحلال الأخلاقي، لكن الأمل مازال موجودا وهلت بشائره عندما هبت جماعة من المحامين لمصادرة كتاب ألف ليلة وليلة لأنه يحوي ألفاظا أبيحة والعياذ بالله!.
0 التعليقات:
إرسال تعليق