هل ستذهب إلي انتخابات مجلسي الشعب والشوري ؟
لينين الرملي
أنا لم أقرر موقفي حتي الآن . فلم يكن لدي بطاقة انتخابية أبدا مثل أغلبية جيلي وكان كل حكامنا ( ناصر - السادات - مبارك ) ينجحون في استفتاءات وليس انتخابات بأغلبية عظمي وشب ولدي مثلي وكأغلبية جيلهما فلم يستخرجا البطاقة الانتخابية
ولكن عندما أصبح التصويت بالرقم القومي وجاءت التعديلات الدستورية ألحا علي لأذهب معهما وأقول ( لا ) .ونزلت علي رغبتهما مع أني كنت أعرف النتيجة مقدما وهي ثلث الأصوات فقط لصالح ( لا ) والثلثان لصالح ( نعم ) وهي نفس نتيجة كل الاستفتاءات في الستين عاما السابقة.
لكن رغم إقبال عدد كبير علي الإدلاء بأصواتهم هذه المرة فهناك 18 مليونا لم يذهبوا أصلا ليستخدموا حقهم في التصويت وهم من العقلاء الذين خرجت من زمرتهم !! فهل ستذهب إلي الانتخابات القادمة ؟ .. الاختيار لك .برامج المرشحين متشابهة تقريبا منها الحرية والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون والقضاء علي الرجعية والتصدي للأعداء وباقي القائمة الطويلة التي بدأت منذ 23 يوليو 1952 ومستمرة حتي الآن بنجاح عظيم باستثناء الدولة المدنية وحقوق الإنسان والديمقراطية والأخيرة لم ترد أبدا في عهد عبد الناصر ويأتي علي رأس القائمة مهما كان اتجاه المرشح شعار دولة مدنية أو حتي علمانية بمرجعية دينية ما الجديد إذن ؟
والإجابة أن كل ذلك لم يكن مطبقا في الماضي أما الآن فسوف يطبق في عهد ثورة 25 يناير ولكن بعض المرشحين سيركز أكثر علي الدولة المدنية الليبرالية والبعض الآخر علي المرجعية الدينية وهو اصطلاح فضفاض وسيظل كذلك حسب الظروف .
البلاد المتقدمة حولنا اختارت الديموقراطية منذ زمن بعيد . لكننا في مصر وفي كل أنحاء وطني حبيبي الوطن الأكبر لا تعجبنا سياسة هذه الدول كلها .. رغم أننا اقتبسنا منها كل المبادئ التي نريدها ( لكن مشكلتنا أننا لا نطبقها بالفعل )
كل رؤساء البلاد المتقدمة المنتخبين من شعوبهم هم مجرمون في حقوقنا يتآمرون علينا إلخ فلماذا نقلدهم ونقتبس مبادئهم لماذا قبلنا في الماضي أن يجبرونا علي تحرير العبيد والجواري مثلا ؟ لماذا يشجعوننا الآن علي الديمقراطية ولو عن طريق الفوضي الخلاقة ؟
ماذا لو انتخبنا رئيسا لنا يشبه جورج بوش أو غيره من حكام الغرب ؟ ما الضمان ألا يحدث هذا عندنا عن طريق الانتخاب الديمقراطي ؟
وطبعا براءة وطهارة شباب 25 يناير ستمنعان هذا لكن هل الثورة تحتاج إلي البراءة والطهارة فقط أم تحتاج إلي الوعي في الأساس ؟ هل جماهير شعبنا في أوج وعيها ؟ لا أمانع بشرط أن نعترف أن الحكم في الستين عاما الماضية هو الذي مدنا بالوعي !! أم أن الوعي يتكون في يوم وليلة ؟
المفكر الكبير أحمد لطفي السيد فهم بعد سقوطه في ااإنتخابات في دائرته أنه لا جدوي من الديمقراطية بدون تعليم . فهل اعتبار كتلة الأحزاب الدينية من الإخوان والسلفيين وغيرهم بن لادن شهيدا هو الوعي ؟
هل رفضهم للعلمانية التي جاءت بحزب أردوغان الإسلامي في تركيا يدل علي الوعي ؟ وأي مرجعية دينية يقصدونها ؟ .. الإسلام الشيعي أم السني !! الإخوان أم السلف أم الوسط ؟ أم المتصوف ؟
رفض سقراط الاعتراف بالديمقراطية عندما وجدها ستعني أغلبية فئة التجار المحدثين وفضل شرب السم . الديمقراطية لا تعني أن نبني عالمنا علي أسس غير علمية فقد مضت قرون كثيرة علي العالم الذي كانت قوته في لسانه وقصائد الشعراء والمدح الديني .
لا يمكن أن نتفوق علي إسرائيل إذا تحجبت أو تنقبت كل النساء بل إذا تفوقنا عليها علميا وميزانية البحث العلمي عندنا معطلة بحجة أننا في حرب مع إسرائيل والاستعمار وانشغالنا بإقامة الجنة الآن علي أرضنا .
هل جربنا أن نضع قوانين جاليليو بأن الأرض كروية وتدور حول الشمس لا العكس في استفتاء ماذا نتوقع أن تكون النتيجة ؟؟ وكم عدد الذين لن يذهبوا إلي الاستفتاء ؟ لأنهم لا يبالون أو لأنهم جاهلون ؟
فكر أنت , لكني أعتقد أن نفس النتيجة ستكون في أفغانستان وباكستان واليمن وتونس وسوريا والبقية تأتي . وبعدها نتحد معا فننتصر علي العالمين . قل إن شاء الله .
0 التعليقات:
إرسال تعليق