لينين الرملي
مولد الانتخابات أصبح علي الأبواب.وقد تصورنا أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم المدني بل وأن معني كلمة السياسة تتلخص كلها في الانتخابات التي تأتي لنا بأفضل من يمثلوننا ويعبرون عن إرادة أغلبية الشعب. (إحنا الشعب.. اخترناك من قلب الشعب).
السياسة من فعل يسوس. أي تقود وتسود. تسوس وتقود الناس أو تسوس البغال والحمير, لا فرق ..من الناحية اللغوية طبعا. وربما من كل النواحي.. ولكن هذا الاختيار لك!.
(السايس) هو من يقود الحمير أما (السياسي) فهو من يقود البشر والبني آدميين.
السايس أو العربجي يقول للحمار شي أو حا يا حمار فيمشي في الطريق الذي يحدده له.
فإذا حرن الحمار, ضربه بالسوط فينفذ ما يريده, فالضرب يؤلمه أما الطاعة فتلحقها مكافأة هي حفنة من البرسيم يوميا. أما السياسي فيقول للناس يا أبناء دائرتي الكرام يا إخوتي وأهلي وعشيرتي انتخبوني لأحقق لكم كذا وكيت, علي وعد منه بأن يؤكلهم عيش. ومعظم السياسيين يبدءون بإعطاء الناس البقلاوة قبل الانتخابات مباشرة. ولا يضربهم هذا السياسي بالسوط إذا أحس بأن بعض الناخبين لن يصوتوا له. لكنه خاصة إذا كان له نفوذ في دائرته قد يهددهم وينذرهم بالويل لعلهم يخافون فيتعقلون وينتخبون.فإذا فاز لا يقدم العيش يوميا لناخبيه كما وعد وكما يفعل العربجي مع حميره. فالحمار لو لم يجد البرسيم سيموت جوعا, وهو كل رأسمال العربجي. أما الناس فلا تموت من الجوع وإنما تسرق وترتشي.
وهكذا فالسياسة بالضرورة برجماتية نفعية, وهي (فن الممكن). أي الذي يمكن أن تحققه الآن أما الغد فله ظروفه التي لا نعرفها بعد فالعلم عند الله.
والسياسي يضطر أن ينافق العباد وأن يتكلم بحماس وقوة ويختار كلماته بدقة حتى يكسب أكبر عدد ممكن من ..الناخبين فيضمن أصواتهم وبهذا يرأسهم. بعبارة أدق يضطر للكذب عليهم, وكل السياسيين تقريبا لا يجدون أي مشكلة في الكذب لأنهم تدربوا عليه جيدا بحيث لا يمكن أن تبدو علي وجوههم ملامح الكذب.هل تتذكر زكريا عزمي وهو يقول في مجلس الشعب بصراحة رائعة إن (الفساد وصل للركب في المحليات؟) وكيف نال إعجاب الناس به لجرأته؟. كان الرجل صادقا بالفعل لأنه لم يتكلم عن الفساد الأكبر والنهب الأوسع في المجالات الأكثر أهمية! ولأنه لم يتكلم علي ركبه هو!.
الانتخابات الأكثر نزاهة وشفافية في أمريكا وبلاد الغرب تفرز رؤساء يكذبون علي شعوبهم ويكذبون علي شعوبنا أكثر بالطبع. ونسبة ليست قليلة منهم يخرجون من الحكم بعد فضائح من كل نوع. وبعضهم يلاحقهم القضاء ولو بعض سنوات.
فكرت وقلت لنفسي إذا كان لابد أن أعطي صوتي لأحد فلأكن نفعيا مثلهم وأعطيه لمن أثق في نجاحه لعلي أحصل منه علي بضعة أرغفة. ولم أفكر كثيرا وقررت أن أنتخب السيد الرئيس جمال عبد الناصر.فحسب التاريخ المؤكد -حتى الآن- أنه الزعيم الذي تفوق علي كل الرؤساء المصريين والعرب بل كل زعماء العالم فقد كان ينال دائما 999.9 من أصوات الناخبين في الانتخابات – آسف – أقصد الاستفتاء علي رئاسة الجمهورية كما يقضي الدستور العظيم الذي وضعه. وهو المناضل السياسي الذي اكتسب شعبيته من أنه لم يكذب أبدا علي شعبه فيعدهم بالديموقراطية ولم يكذب مثل السادات ومبارك عندما قال كل منهما في أول حكمه أنه لن يجدد ترشيح نفسه ثانية. وأنه صدق عندما وعدنا بالرفاهية والتقدم والحرية وتحقيق الوحدة العربية وإلقاء إسرائيل في البحر وصدق وعده. كان رمزا للعزة والكرامة.حقا مات وقد احتلت إسرائيل أربعة بلاد عربية لكنه مات وهو يقود الممانعة كحافظ الأسد وابنه. لكني فوجئت أن عبد الناصر غير مرشح الآن رغم أن صوره كانت مرفوعة في ثورة 25 يناير. ولما سألت قيل إنه مازال حيا لكن في الوجدان.ومن حزني قررت أن أمتنع عن الإدلاء بصوتي خاصة وأن هذا ما فعلته منذ أن كان من حقي استخراج بطاقة انتخابية ولم أستخرجها أبدا.
مولد الانتخابات أصبح علي الأبواب.وقد تصورنا أن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم المدني بل وأن معني كلمة السياسة تتلخص كلها في الانتخابات التي تأتي لنا بأفضل من يمثلوننا ويعبرون عن إرادة أغلبية الشعب. (إحنا الشعب.. اخترناك من قلب الشعب).
السياسة من فعل يسوس. أي تقود وتسود. تسوس وتقود الناس أو تسوس البغال والحمير, لا فرق ..من الناحية اللغوية طبعا. وربما من كل النواحي.. ولكن هذا الاختيار لك!.
(السايس) هو من يقود الحمير أما (السياسي) فهو من يقود البشر والبني آدميين.
السايس أو العربجي يقول للحمار شي أو حا يا حمار فيمشي في الطريق الذي يحدده له.
فإذا حرن الحمار, ضربه بالسوط فينفذ ما يريده, فالضرب يؤلمه أما الطاعة فتلحقها مكافأة هي حفنة من البرسيم يوميا. أما السياسي فيقول للناس يا أبناء دائرتي الكرام يا إخوتي وأهلي وعشيرتي انتخبوني لأحقق لكم كذا وكيت, علي وعد منه بأن يؤكلهم عيش. ومعظم السياسيين يبدءون بإعطاء الناس البقلاوة قبل الانتخابات مباشرة. ولا يضربهم هذا السياسي بالسوط إذا أحس بأن بعض الناخبين لن يصوتوا له. لكنه خاصة إذا كان له نفوذ في دائرته قد يهددهم وينذرهم بالويل لعلهم يخافون فيتعقلون وينتخبون.فإذا فاز لا يقدم العيش يوميا لناخبيه كما وعد وكما يفعل العربجي مع حميره. فالحمار لو لم يجد البرسيم سيموت جوعا, وهو كل رأسمال العربجي. أما الناس فلا تموت من الجوع وإنما تسرق وترتشي.
وهكذا فالسياسة بالضرورة برجماتية نفعية, وهي (فن الممكن). أي الذي يمكن أن تحققه الآن أما الغد فله ظروفه التي لا نعرفها بعد فالعلم عند الله.
والسياسي يضطر أن ينافق العباد وأن يتكلم بحماس وقوة ويختار كلماته بدقة حتى يكسب أكبر عدد ممكن من ..الناخبين فيضمن أصواتهم وبهذا يرأسهم. بعبارة أدق يضطر للكذب عليهم, وكل السياسيين تقريبا لا يجدون أي مشكلة في الكذب لأنهم تدربوا عليه جيدا بحيث لا يمكن أن تبدو علي وجوههم ملامح الكذب.هل تتذكر زكريا عزمي وهو يقول في مجلس الشعب بصراحة رائعة إن (الفساد وصل للركب في المحليات؟) وكيف نال إعجاب الناس به لجرأته؟. كان الرجل صادقا بالفعل لأنه لم يتكلم عن الفساد الأكبر والنهب الأوسع في المجالات الأكثر أهمية! ولأنه لم يتكلم علي ركبه هو!.
الانتخابات الأكثر نزاهة وشفافية في أمريكا وبلاد الغرب تفرز رؤساء يكذبون علي شعوبهم ويكذبون علي شعوبنا أكثر بالطبع. ونسبة ليست قليلة منهم يخرجون من الحكم بعد فضائح من كل نوع. وبعضهم يلاحقهم القضاء ولو بعض سنوات.
فكرت وقلت لنفسي إذا كان لابد أن أعطي صوتي لأحد فلأكن نفعيا مثلهم وأعطيه لمن أثق في نجاحه لعلي أحصل منه علي بضعة أرغفة. ولم أفكر كثيرا وقررت أن أنتخب السيد الرئيس جمال عبد الناصر.فحسب التاريخ المؤكد -حتى الآن- أنه الزعيم الذي تفوق علي كل الرؤساء المصريين والعرب بل كل زعماء العالم فقد كان ينال دائما 999.9 من أصوات الناخبين في الانتخابات – آسف – أقصد الاستفتاء علي رئاسة الجمهورية كما يقضي الدستور العظيم الذي وضعه. وهو المناضل السياسي الذي اكتسب شعبيته من أنه لم يكذب أبدا علي شعبه فيعدهم بالديموقراطية ولم يكذب مثل السادات ومبارك عندما قال كل منهما في أول حكمه أنه لن يجدد ترشيح نفسه ثانية. وأنه صدق عندما وعدنا بالرفاهية والتقدم والحرية وتحقيق الوحدة العربية وإلقاء إسرائيل في البحر وصدق وعده. كان رمزا للعزة والكرامة.حقا مات وقد احتلت إسرائيل أربعة بلاد عربية لكنه مات وهو يقود الممانعة كحافظ الأسد وابنه. لكني فوجئت أن عبد الناصر غير مرشح الآن رغم أن صوره كانت مرفوعة في ثورة 25 يناير. ولما سألت قيل إنه مازال حيا لكن في الوجدان.ومن حزني قررت أن أمتنع عن الإدلاء بصوتي خاصة وأن هذا ما فعلته منذ أن كان من حقي استخراج بطاقة انتخابية ولم أستخرجها أبدا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق