بقلم:
ناهد خيرى
|
||
شهدت الكتابة الدرامية بمستوياتها الثلاثة "سينما ومسرح وتليفزيون" علي مر تاريخها كتابا كبارا منهم من تخصص في مجال الكتابة التليفزيونية، وآخرون تخصصوا في الكتابة السينمائية أو في المسرح وقد حقق كل كاتب في مجاله الذي تخصص فيه شهرة واسعة وحين أراد التحول للكتابة في مجال آخر لم يحقق نفس الشهرة ولا النجاح كما هو الحال مع كاتب كبير مثل أسامة أنور عكاشة الذي حقق شهرة واسعة في مجال الفيديو لم يحققه عندما اتجه للكتابة في مجال المسرح مثلا وفي هذا اختلف الكتاب ما بين مؤيد ومعارض في حتمية التخصص بينما يري البعض الآخر أن الكتابة الدرامية لا تعترف بالتخصص إلا بشروط.
السينارست بشير الديك عارض فكرة التخصص مؤكدا أن الكتابة للتليفزيون ليست منفصلة عن الكتابة للسينما ولا المسرح فلقد كتب يوسف أدريس للمسرح وهو من أهم أربعة كتاب في مجال القصة القصيرة أيضا يسري الجندي وأبوالعلا السلاموني للمسرح وكتبوا أيضا مسلسلات ناجحة لا أعترف بالتخصص في الكتابة لأن المنطق الوحيد فيها هو الرؤية الفنية والفكرية، هناك ما يسمي بالحرفة ويعني ذلك أن كاتب تخصص في مجال الدراما التليفزيونية ليس سهلا أن يصل لنفس القدر من الحرفة في الكتابة السينمائية مثلا إلا بعد عدد من الأفلام ولكن المنطق يقول أن الكاتب الذي تفوق في مجال بعينه وحقق فيه قدرا كبيرا من النجاح عليه أن يحافظ علي هذا النجاح لأكبر قدر ممكن بالاستمرار فيه إذ لم يستطع تحقيق نفس النجاح في مجال آخر.
ورحب السيناريست محسن الجلاد بفكرة التنقل بين السينما والمسرح والتليفزيون بشرط الموهبة الحقيقية مؤكدا أن فكرة التخصص غالبا ما تصيب النجم أكثر من الكاتب والمؤلف مؤكدا أن نجم السينما من الصعب نجاحه في التليفزيون والعكس مستشهدا بالفنان يحيي الفخراني وقال هو محبوب جدا في مجال الدراما التليفزيونية وأعتقد انه لن يحقق هذا النجاح في مجال السينما إذا ما اتجه اليها الآن واستكمل كتبت للمسرح وكتبت للسينما وللتليفزيون ولكني اتجهت للدراما التليفزيونية في تلك الفترة تحديدا بسبب سهولة التعامل والتعاقد وليس لأنني لا أجيد الكتابة في المجالات الأخرى.
ويستحسن السيناريست ياسر عبدالرحمن فكرة التخصص وقال تخصص فاروق صبري في مجال الكتابة للجاسوسية وتحقيقه قدرات هائلة وأيضا الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي حقق نجاحا كبيرا في مجال الدراما التليفزيونية ولينين الرملي في المسرح ووحيد حامد ومدحت العدل في السينما وأيضا يوسف عوف في مجال الكتابة الإذاعية خير دليل علي ذلك، نحن نفتقد لهذا التخصص الذي يوجد قدرات كبيرة لدي الكاتب الذي ينجح في مجال ثم ينتقل لمجال آخر قد لا يحقق نفس النجاح وأضاف عبدالرحمن المجال الأدبي أيضا يحب التخصص وقد رأينا أديب نوبل الذي كتب عن الحارة المصرية بكل صدق واستطاع أن يصل لنوبل بما كتيه عنها.
فيما أكد الناقد رفيق الصبان أن الموهبة ليست عملية حسابية وهناك كتاب يمكنهم التنقل في الكتابة ما بين مسرح وتليفزيون وسينما بسهولة ويسر ولكن يتوقف هذا علي الموهبة الحقيقية لكل كاتب، كما يتوقف هذا أيضا إلي استقبال الجمهور للكاتب إذا انتقل من الكتابة إلي مجال مختلف عما كتب لأن الجمهور يلعب دورا رئيسيا في استمرارية الكاتب لأن المعيار الحقيقي يعود لمدي تقبل الجمهور لتعدد المواهب إن وجدت. وأضاف الصبان لقد كتب لينين الرملي في المسرح وحقق نجاحا كبيرا، وعندما كتب للسينما لم يتقبله الجمهور فعاد مرة أخري للمسرح ليبدع، أظن التخصص في الفن صعب جدا لأن الموهبة وتقبل الجمهور يدعوان صاحبهما للانتقال من حقل لآخر بسهولة ويسر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق