26‏/12‏/2012

حصاوي والثوره

26‏/12‏/2012

المواطن الغلبان حسن حصاوى يغشى عليه من حين لآخر، وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله. ومؤخرا اختفى منذ وقت الثورة، حتى وجده أحد الأصدقاء جالسا فى مقهى كالتائه.

الصديق: أنت فين يا حصاوى خضتنى عليك؟


حصاوى: قاعد زى ما أنت شايف؟


الصديق: يعنى ما رحتش المظاهرات؟


حصاوى: المظاهرات هى اللى بتيجى لى، بتمر قدام القهوة يوماتى.


الصديق: بتتفرج بس؟ ما فكرتش تشارك فيها؟


حصاوى: فكرت بس خفت أكون بحلم.


الصديق: هو كان حلم فعلا، لكن اتحقق والثورة نجحت وأسقطت النظام.


حصاوى: ما هو دا اللى قالقنى.


الصديق: ليه؟ أنت كنت مع النظام؟


حصاوى: ولسه مع النظام، وعشان كده خفت لما الناس هتفت الشعب يريد إسقاط النظام. لأن من غير نظام ما فيش دولة. المفروض يقولوا الشعب يريد تغيير النظام.


الصديق: ما هو دا قصدهم، بس عشان يغيروا النظام لازم يسقطوه الأول.


حصاوى: طب ما قالوش كده ليه؟ عموما أدينى قاعد مستنظر أشوف النظام الجديد.


الصديق: وما روحتش بيتكم ليه؟


حصاوى: ما أنا احتميت بالقهوة.


الصديق: إشمعنى؟


حصاوى: عشان أأمن مكان فى البلد، بيقولوا أماكن كتيرة اتحرقت واتهدمت واتنهبت، الأقسام ومبانى المحافظات والمتاحف والمحلات والشقق والكنايس والأراضى والسجون. لحد المستشفيات والأضرحة.


الصديق: كل الثورات بتحصل فيها أخطاء.


حصاوى: الحمد الله أنا افتكرت دا النظام الجديد.


الصديق: لا، اطمن بس أصبر شوية.


حصاوى: أنا صابر بقالى 58 سنة، يعنى محترف صبر، مش هاوى.


الصديق: طب ما رحتش الاستفتاء على التعديلات الدستورية؟


حصاوى: لأ قلت استنى أروح الاستفتاء على بقيتها، لقيت بقيتها ما عليهاش «استفتاء».


حمدت ربنا إنى ما خبطش المشوار ووقفت فى الطابور ع الفاضى.


الصديق: عموما الدنيا هديت دلوقت وتقدر ترجع بيتكم.


حصاوى: بس اطمن على أهلى فى الصعيد.


الصديق: اطمن الصعيد ما حصلش فيه ضحايا.


حصاوى: بس جيت أسافر قالوا لى السكة الحديد مقطوعة زى أيام ثورة 19 ضد الإنجليز.


الصديق: هو أهلك فى قنا؟


حصاوى: لا بس إيش عرفنى أن السكة الحديد مش هتتقطع فى أى حتة أروحها؟


الصديق: ما تبقاش متشائم، أنا خايف يغمى عليك زى العادة، واحمد ربنا، دا أنا افتكرتك استشهدت وبقيت من ضحايا الثورة.


حصاوى: مستحيل طبعا.


الصديق: ليه بقى؟


حصاوى: عشان ما محدش ممكن يستشهد ويبقى ضحية مرتين.


(الصديق يغشى عليه فى الحال).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates