(مازال حصاوى متخذا من المقهى سكنا له حتى تهدأ الأوضاع بعد الثورة.
كل الزبائن يتناقشون فى برامج الأحزاب إلا حصاوى، وهو ما دفع صديقا له أن يقترب منه بفضول)..
الصديق: أنت هتنضم لحزب إيه يا حصاوى؟
حصاوى: أنا منضم لحزب فعلا من قبل الثورة بكتير.
الصديق: يعنى ما قولتش.
حصاوى: (يتلفت حوله ويهمس) أصله حزب سرى؟
الصديق: دا حزب يسارى متطرف؟ ولا سلفى متطرف؟
حصاوى: لا دا ولا دا.
الصديق: يبقى حزب وسطى.
حصاوى: لا، ما كل الأحزاب بتدعى أنها وسطية عشان تكسب الانتخابات.
الصديق: هى فزورة؟ ما تقول لى اسمه وأنا مش هاقول لحد.
حصاوى: اسمه الحزب العلمى.
الصديق: العلمى؟ يعنى ضد الأدب والأخلاق والفضيلة؟
حصاوى: لا طبعا، إيه اللى يخليه ضد الأدب؟
الصديق: لأن حياتنا مقسومة حاجتين يا إما علمى يا أما أدبى، وبتوع العلمى بيبقوا مغرورين لأنهم بيجيبوا مجموع كبير فى الثانوية.
حصاوى: هى وجهة نظر برضه.. عن إذنك.
الصديق: إنت بتتهرب من المناقشة ليه؟ اقعد وكلمنى.
حصاوى: طب احلف إنك مش هتبلغ عنى.
الصديق: فوق من غيبوبتك يا حصاوى.. إحنا بقينا فى ثورة وكل مواطن من حقه
يصرخ برأيه من غير خوف. علِى صوتك بالغنا كل الأحلام بقت حقيقة ممكنة..
قول لى بقى مين رئيس الحزب دا؟
حصاوى: دا .. دا الحاج جاليليو.
الصديق: ما سمعتش عنه.
حصاوى: لا، أكيد قريت عنه فى كتب الدراسة بس تلاقيك نسيت.
الصديق: إحنا بننسى اللى حفظناه بعد ما نطرشه فى الامتحان.. إنما إيه مبادئ الحزب دا؟
حصاوى: هو مبدأ واحد بيقول إن الأرض كروية وبتلف حوالين الشمس مش العكس.
الصديق: دا مبدأ غريب.. والحزب دا هينزل الانتخابات؟
حصاوى: لأ، ما هو الحاج جاليليو رجع فى كلامه.. أصل رجال الدين قالوا إن كلامه ضد المسيحية وخاف يعملوا استفتاء شعبى على نظريته ياخد إعدام بنسبة 99.999٪.
الصديق: استنى.. الكلام دا حصل فين وإمتى؟
حصاوى: فى بلاد الغرب أيام القرون الوسطى.
الصديق: طب وإحنا ما لنا ببلاد الغرب؟ إحنا عايزين نبقى دولة قوية متقدمة عنهم.
حصاوى: وجهة نظر برضه.
الصديق: وبعدين ما لها القرون الوسطى؟ مش دى اللى كان فيها الناظر صلاح الدين
اللى شهد أمجادنا كعرب؟
حصاوى: فعلا ومدرسته طلعت فى آخر الفيلم الأولى ع الجمهورية.
الصديق: أنا ما كنتش أعرف إنك جاهل للدرجة دى يا حصاوى.
(حصاوى يغشى عليه فى الحال)
0 التعليقات:
إرسال تعليق