(لاحظ حصاوي أحد الشبان من الزبائن يجلس ساهما فاقترب منه)
حصاوي: مالك قاعد مسهم وبتنفخ؟
الشاب: عادي.
حصاوي: عادي ازاي يعني؟
الشاب: الحياة وحشة قوي.
حصاوي: جايز.
الشاب: مش جايز.. دي الحقيقة.
حصاوي: من وجهة نظرك.
الشاب: لأ دي وجهة نظر الكل.. أنا ما بقعدش مع حد إلا ويقول لي الحياة بايخة وكئيبة ما فيهاش حاجة عدلة.
حصاوي: الظاهر أنت اللي عندك اكتئاب وعشان كده شايف إن كل حاجة سودة.
الشاب: قديمة.. أنا ما عنديش اكتئاب.. أنت بس مع الحكومة عشان كده بتقول إن كله تمام.
حصاوي: أنا ما قولتش إنه كله تمام.. ومافيش سبب يخليني أبقي مع الحكومة لأنها ما ادتنيش حاجة.
الشاب: تبقي لسه طمعان يدوك حاجة.
حصاوي: الحكومة تدي واحد تافه زيي ليه؟
الشاب: تبقي خايف منها.
حصاوي: الحكومة ما تخوفش قوي للدرجة دي.
الشاب: تبقي ما بتحسش.
حصاوي: الله يسامحك.. بس خلي بالك أنا اللي حسيت بيك وجيت سألتك مالك.
الشاب: وانت مالك؟
حصاوي: أنت ليه واخد موقف مني مع أني مش ضدك؟
الشاب: عشان انت الوحيد اللي بتتهمني إن عندي اكتئاب.
حصاوي: أولا دا مش اتهام.. دا مرض وممكن يصيب أي حد.. لكن ما حدش من صحابك مع إنهم بيحبوك خد باله إن عندك اكتئاب.
الشاب: يعني انت ما عندكش مشاكل؟
حصاوي: عندي مشاكل الدنيا.. مش بشتغل ومش مبسوط ومش شايف حواليا حاجة عدلة.. ولا ناس كتير تبل الريق.
الشاب: هاهاي تبقي انت اللي مكتئب.
حصاوي: أنا مكتئب بس ما عنديش اكتئاب.. ودا فرق كبير.
الشاب: لأ فهمني دي.
حصاوي: الاكتئاب أنواع ودرجات.. وأنا عندي درجة خفيفة.. ومادام أنا واعي بحالتي بقدر أساعد نفسي.. وأدور علي الحاجات الكويسة اللي في الدنيا.. المشكلة في اللي زيك.. اللي مش واعي إنه مكتئب.. ما تحاول تشغل نفسك بحاجة.
الشاب: ناس عرضوا عليا شغل في قرية دهب السياحية من كام أسبوع.. بس ما ليش نفس.
حصاوي: غلطان لازم تعمل المحاولة.. فشلت أهو أديك اتفسحت وشفت مكان جديد.. وبعدين انت مش محتاج تشتغل عشان تجيب فلوس؟
الشاب: أيوه أجيب فلوس لأخواتي الصغيرين.. أبونا مات وما فيش حد يصرف عليهم غيري.
حصاوي: غلطان.. دا سبب أدعي إنك تشتغل إن شاالله في المجاري.
(الجرسون يقترب منهما بسرعة)
الجرسون: شفت اللي حصل يا أستاذ حصاوي.. التليفزيون ذاع دلوقت إنه حصل3 انفجارات في دهب وناس ياما اتقتلت وناس انصابت.
حصاوي: لا حول ولا قوة إلا الله.
الشاب:( بذعر) شفت.. شفت.. كنت هروح أموت هناك.
حصاوي: طب هدي نفسك.
الشاب: وتقولي الحياة كويسة؟
حصاوي: خوفك وفزعك دا معناه إنك لسه متمسك بالحياة.. ودا مؤشر إن حالة الاكتئاب عندك ممكن علاجها.. فيه اكتئاب بيخلي الواحد يأذي نفسه.
الشاب: انت مش عارف حاجة.. أنا كان معروض عليا أروح دهب عشان أفجر نفسي هناك.. منها أسيب قرشين لأخواتي ومنها أحرر سينا من الكفار!
دلوقتي أعمل إيه؟ قلت لك الحياة وحشة ما صدقتنيش!
(حصاوي يغشي عليه في الحال)
(ستار)
0 التعليقات:
إرسال تعليق