دخل حصاوى المقهى فوجد مثقف ينتظره و فى يده صحيفة أجنبية ثم بادره بسؤال
مثقف: فاكر يا حصاوى الست الخوجاية اللى انت قبلت ان تقابلها منذ نحو سنة
حصاوى: فكرنى ... ست مين؟
مثقف: الولية اللى شافت عربجى بيضرب حماره الحصاوى المحترم فى الشارع فصعب عليها الحصاوى و قعدت تلطم و اتخانقت مع العربجى و شتمته!
حصاوى: ايوة افتكرت . و انا قولت لها بالامارة " إن العربجى مسكين اكتر من الحصاوى و بيشتغل اكتر منه كمان و بيتعب اكتر منه و عليه مسئولية اكتر"
مثقف: أتاريها بعد ما رجعت بلدها قَوِمِت الدنيا و اتصلت بجمعيات حقوق الحيوان و جمعيات الرفق بالحيوان و نشرت الحادثة فى الصحافة المعادية للبلاد فى امريكا و اوروبا و طالبت هذه الدول بقطع المعونة عننا لحد ما ندى للحمير الحصاوى كل حقوقها العادلة
حصاوى: ياه! ما يا ترى ما جبتش سيرتى؟
مثقف: جابت.... قالت انك و لا مؤاخذة الحمار الحصاوى الوحيد اللى ما يستحقش اى حقوق .. لانك ناقشتها مناقشة حامية مدافعا عن العربجى بدلا من الدفاع عن اخوتك الحمير الغلابة!
حصاوى: ما علينا .. و بعدين؟
مثقف: الرجل العربجى وصلته عشرات الانذارات من جمعيات الرفق بالحيوان و حقوق الحيوان فى اوروبا و امريكا و رفعوا عليه عشرات القضايا فى محكمة العدل الدولية
حصاوى: للدرجة دى؟؟
مثقف: طبعا انت عارف ان اليمينيين و المحافظين الجدد هم اللى مسيطرين على الدول دى و بيستغلوا الكلام ده لتحقيق مصالحهم و للتشنيع علينا و التنفيس عن احقادهم علينا! فقعدوا يكتبوا اكاذيب عن اننا بنشغل الحمير أكتر من ساعات العمل الرسمية و مش بنأمن عليهم و بنعاملهم معاملة حيوانية تحط من قدرهم و بنعذبهم و نهينهم و نهين معتقداتهم و نحبسهم فى زرايب قذرة ضيقة عليهم و بنمنعهم من بناء زرايب جديدة ..إلخ
حصاوى: و بعدين العربجى عمل ايه !
مثقف: الرجل غلبان قوى . لقى احسن طريقة يفصل الحمار اللى جايبله وجع القلب ده و يطرده من الزريبة و بكدة يخلص نفسه من مشاكله دى كلها
حصاوى: ياحرام؟ و الحمار عمل ايه؟
مثقف: هيعمل ايه يعنى ! مات فى الطل من الجوع
حصاوى: زعلتنى
مثقف: و العربجى اغلب منه لانه خلاص ح يموت من الجوع هو كمان
حصاوى: لا حول و لا قوة الا به هو. و بعدين!
مثقف:الست الخوجاية رجعت مصر و معاها مسئولين كبار فى الخارجية الامريكية و فى منظمات حقوق الحيوان و الجمعيات الاهلية للدفاع عن حقوق حمير العالم و سألوه فين الحمار يا مجرم؟ رد انه عرف غلطته خلاص و إدى للحمار حريته فبرطع لوحده و ما رجعلهوش تانى فضميرهم استريح على طول و الرجل العربجى رغم فقره وراهم الكرم العربى الاصيل بصحيح و عمل لهم عشا و اكلوا و انبسطوا و قالوا ح نرجع مصر تانى لانها بلد عربية عظيمة و فيها وعى حضارى و كرم اصيل
حصاوى: استنى هنا يا مثقف يا اخويا . هو انت مش بتقول ان العربجى فقير و غلبان طب منين جاب حق العشا الفاخر؟
مثقف : اهو ده الشيئ اللى مش عارفله اجابة ؟؟ ده عشاهم لحمة مشوية حمراء مفتخرة و قالوا احنا عمرنا ما دقنا لحمة بالجمال ده دى لذيذة قوى و طرية
حصاوى: اوعى يكون دبح الحمار الحصاوى الغلبان و اكلهم لحمه
مثقف: دا اللى اكتشفوه بعدين بس بعد ما اكلوا و استطعموا و شبعوا
حصاوى : و بعدين عملوا ايه؟
مثقف: و ح يعملوا ايه يعنى مقدروش يعملوا اى حاجة علشان هم كمان متورطين الى حد ما فى الجريمة هم مش كلوا معاه من لحمة الحمار و عجبهم طعمه كمان . دى الست الخوجاية عملت صفقة مع العربجى يورد لها حمير لبلدها بس اشترطت ان الحمير ما تتعرضش لاى تعذيب او اهانة للمعتقدات قبل ما تندبح . و العربجى وافق بس بشرط هو ان الحمار من دول ما يندبحش الا بعد ما يسموا عليه علشان لحمه يبقى حلال مذبوح حسب الشريعة الاسلامية
حصاوى: و الخواجات وافقوا؟
مثقف: ايوة وافقوا و قالوا انهم بيحترموا ديننا الحنيف و عاداتنا الاسلامية الاصيلة و تقاليدنا العربية الضاربة فى عمق التاريخ بس صمموا ان الدبح يتم هنا بس علشان يستوردوا اللحمة جاهزة للاكل بمعرفتنا و طبعا عم العربجى انبسط اكثر لان الصفقة كدة بقت اربح له
حصاوى: يعنى العربجى الغلبان كون ثروة و بقى من رجال الاعمال
مثقف: فعلا و فى غمضة عين اخذ قروض حسنة من البنك و كون شركة لتوريد الحمير لما وراء البحار و لكن للاسف اتعثر فى تسديد القروض الحسنة
حصاوى: ليه؟بقى؟
مثقف: اصله بعد ما اتفق على توريد كمية كبيرة جدا من لحم الحمير بسعر كويس على كل حمار يحقق له ربح وفير الحمير ثمنها ارتفع بشدة لان عددها قل
حصاوى : و ايه السبب؟
مثقف: ما احنا داخلين على شهر رمضان و كل سنة و انت طيب و دا موسم يرتفع فيه سعر الحمير
حصاوى: و الراجل العربجى مصيره ايه دلوقتى
مثقف: اتجنن فى عقله و جت له لوثة و بقى ماشى يهلوث و يدور على اى حمار ملوش صاحب و هب يدبحه و لا من شاف و لا من درى و يبقى حادث فردى ملهوش اى شبهة عدائية للحمير
حصاوى: مسكين قوى الجدع العربجى الغلبان ده انا كان رأيى من الاول ان العربجى هو اللى غلبان مش الحمار الحصاوى ابدا
مثقف: انت طيب قوى يا حصاوى القلوب عند بعضها شوف ان صعبان عليك الراجل ازاى و هو كمان كل شوية يفوت على القهوة و يسألنى ما شفتش حصاوى صاحبك فأقوله زمانه جاى اقعد استناه فيقولى راجعله تانى
حصاوى يصاب بحالة من الزعر و يظل يجرى
و يسقط الى ان يصاب بالغيبوبة مرة اخرى
0 التعليقات:
إرسال تعليق