لينين الرملي
اجتازت مصر فترة عصيبة في تاريخها الأخير من الرشوة والفساد وعدم استقرار الحكم.. وتولي أمورها إما جاهلاً أو خائناً أو فاسداً حتي تصبح مصر بلا جيش يحميها وعلي ذلك فقد قمنا بتطهير أنفسنا.. إلخ.
هكذا جاء البيان الأول لثورتنا المجيدة التي التف حولها الشعب، ومضت تحقق الانتصارات.. ثم توقفت بعد وفاة الرئيس الذي اخترناه من قلب الشعب، ومن سوء الطالع أن أبي رحمه الله كان سبباً في ذلك، عندما أجبر الرئيس قبل موته ليعين لنا أنور السادات الذي عين مبارك من بعده.
فاجتزنا فترة عصيبة ثانية في تاريخنا من الرشوة والفساد مع استقرار الحكم هذه المرة لأربعين سنة!.. الآن جاء وقت الثورة الثانية والعودة لماضينا الجميل.
السؤال: من يكون الرئيس الذي تلتف حوله الجماهير؟.. الناس تبحث عن وجه معروف، والوجوه المعروفة كثيرة فمصر ولادة.. علي رأسهم محمد أبوتريكة وشيكابالا ونخبة رائعة من مقدمي برامج التوك شو نتمتع بصورهم الملونة، كل علي صفحة كاملة ويحاكمون الشخصيات البارزة أمامنا وعندنا أيضاً الممثلون في أحدث مسلسلاتهم الرمضانية التي أقر الاستفتاء أن تستبق الدستور والانتخابات.
ونخبة من زعماء الإخوان والسلفيين ومشاهير الإرهابيين الذين خرجوا من السجون إلي الشاشات الحكومية والفضائية، وتجلت الروح العظيمة في اعراف مرشد الإخوان المسلمين بقبول باقي الأحزاب من خارج حزبهم الذي يضم المسلمين فقط ومع تحذيره من سرقة الثورة ومن مثيري الفتن كالليبراليين، والمنتظر أن يحظي الإخوان والسلفيون علي أصوات الجماهير الثورية التي تقطع طرق المواصلات وتكتب البلاغات ضد كل من يرشح لأي منصب أو من يشغل منصباً وزارياً كان أو خفيراً.. وأصوات الديمقراطيين الذين يدعون لإلغاء هبوط الأندية الرياضية في دوري كرة القدم لتلعب كل الأندية في الدوري بلا تمييز.. وثورة الباعة الجائلين الذين حرموا طويلاً من حقهم في احتلال كل ميادين القاهرة والمحافظات أو أي شوارع جانبية، والجماهير الواعية التي تقبل علي شراء السلاح تمهيداً للانتخابات الديمقراطية في كل المجالات مع وعد من حكومة شرف بسرعة دعم تجارة السلاح من مسدسات ورشاشات آلية وقنابل مولوتوف لتصل إلي مستحقيها وأن تراقب وتضرب بيد من خشب كل من تسول له نفسه رفع أسعارها.
ونالت ثورتنا اعتراف إيران بها وترحيب وزير خارجيتنا الذي ذهب بالثورة الإيرانية الثانية التي تصدي بها آية الله خامنئي للمتظاهرين في بلاده ببسالة وإن كنت لا أدري موقف وزارتنا المتعاقبة من القلاقل في سوريا واليمن والبحرين والأردن.. وأنتظر كل ليلة برامج التوك شو.. وتصريحات المسئولين لأطمئن علي مستقبل الأشقاء وأفهم رأي حكوماتنا فيها، وكل هذا الزخم الديمقراطي الهائل يطمئنني علي المستقبل القريب.
لكنني توقفت عن نصيحة معمر القذافي للمصريين لتكامل ثورتنا.. ربما لم تعجب البعض لكنها ألهمتني.. إذ سألت نفسي هل لابد أن يكون رئيس جمهوريتنا من الإقليم الجنوبي أي مصر؟.. لماذا لا يكون من الإقليم الشمالي أي سوريا قلب الأمة العربية النابض؟
ولماذا لا تكون هناك وحدة بين الثورتين ونضم إليها اليمن الشمالي أو الجنوبي وحبذا لو عدنا لنتوحد مع السودان الشمالي والجنوبي كما كنا أيام دولة وادي النيل؟.. ثم تذكرت وحدتنا مع ليبيا القذافي أيام السادات وكانت سوريا معنا أيضاً، أنا شخصياً أراها فكرة ثورية عظيمة، ولدينا من الممثلين المفكرين الذين أعلنوا تأييدهم لثورة 25 يناير ويتمتعون بحب الجماهير من حازوا ثقة المغفور له صدام حسين وثقة الأخ العقيد ويمكن أن يتولوا تنسيق هذه الوحدة أو هذا التكامل.
ثم تذكرت تصريح حسنين هيكل عميد الصحفيين عندما صرح بأن عبدالناصر رأي في العقيد القذافي شبابه، أنا شخصياً أرشح القذافي لرئاسة مصر ويكفي أنه أعلن أنه سيطارد فلول الخونة في ليبيا في كل مكان ومن زنقة.. إلي زنقة، فإذا كان مشغولاً الاحتياط فثورتنا تتميز بأنها ليست في زنقة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق