28‏/12‏/2011

مصير طالبان أم باكستان؟

28‏/12‏/2011


لينين الرملي

عرفت مصر الدين منذ آلاف السنين.كان الفرعون ابنا للآلة لكنه لم يكن هو الكاهن ولذلك أمكن إنشاء أول حضارة في التاريخ. لكن الجماعات الدينية اليوم تريد أن تجعل من الكاهن فرعونا. لم يحكم رجال الدين الخلافة الإسلامية في أي عهد بل كان يستخدمهم الخليفة. فلماذا يطمع اليوم آلاف من رجال الدي في حكم مصر تقليدا لبعض البلاد الإسلامية؟
هل نجح هؤلاء في أي بلد؟ أم تسببوا في عزلته ودماره.. هل نريد أن يكون مصير مصر ومستقبلها هو مصير طالبان أو باكستان أو الصومال أو السودان بطبعة جديدة منقحة؟
باسم الديمقراطية والدولة المدنية والحرية وحقوق الإنسان والمواطنة وحقوق المرأة وكل هذه البدع الغربية التي لم تفكر فيها الجماعات الدينية أبدا، يسمح لها الآن بالعمل السياسي بجانب الديني، فلا يجرؤ أحد علي طرح سؤال ما دخل الدين في السياسة؟. ومتي كانت هذه الجماعات المتشددة والسلفية تؤمن بالحزبية وتلك البدع التي حاربتها طيلة عمرها؟
كان أول قرارات الزعيم جمال عبدالناصر في بداية انقلابه المجيد حل جميع الأحزاب عدا جماعة الإخوان المسلمين بدعوي أنها جماعة وليست حزبا. فقد كان يرغب في تحييدهم ثم استخدامهم كقوة لها تنظيمها السري المسلح الذي اغتال من لم يعجبهم من التيارات السياسية. كان هو يسعي لخلافة إسلامية تحت مسمي القومية العربية ليكون زعيمها، وكانوا هم يسعون لخلافة إسلامية صريحة يكون زعيمها مرشدهم العام علي طريقة الخوميني. ثم شعر ناصر بخطرهم عليه فنكل بهم. وجاء السادات فبدأ معهم شهر عسل جديد ورغم أنه سمح بالأحزاب فلم يعلنوا أنفسهم كحزب، ففكرة الخلافة تتناقض مع الديمقراطية وانتهي الأمر باغتياله علي يد جماعة دينية منهم.
عانت مصر من الفقر والجهل والمرض والاستبداد وكبت الحريات وبعدأن قام الشباب بثورة للتغيير نري المشهد يزدحم بالجماعات الدينية التي فتحت فروعا موازية لها كأحزاب ديمقراطية. وتقلد بقية الأحزاب في الدعوة الي دولة مدنية، شوف إزاي. لكن بمرجعية دينية. كأن بقية الأحزاب كفرة، فهل كان الإخوان المسلمون وأمثالهم ينادون بالديمقراطية؟. أم كانوا حتي العام الماضي يقبلون يد مرشدهم العام، وهو شرف لم يحظ به مبارك لأنه ليس من الملائكة مثلهم، فماذا سيطلبون من الناخبين من غير الأعضاء في تنظيماتهم؟ هل أقل من تقبيل قدم المرشد؟ ماذا ننتظر أن تكون سياستهم وقد احتسبوا بن لادن شهيدا؟ وخرج القتلة منهم من السجون كالأبطال ليرشحوا أنفسهم؟ جاء أردوغان من تركيا فهتفوا له (خلافة إسلامية) وأحرج الرجل صاحب الحزب الذي يتمسح بالدين وقال بوضوح إنه علماني، فأعطوه ظهرهم. إياك أن تسأل ما علاقة السياسة بالدين؟ أصبح السؤال محرما. هم يدعون التدين أكثر من غيرهم فما هي الإمارة؟ هل جاءوا بصك يثبت أنهم من أهل الجنة أو فتوي بأنهم من المبشرين بها؟ ما دخل الدين بالسياسة؟ السياسة هي الزراعة والصناعة والاقتصاد والتنمية إلخ فهل هم علماء اقتصاد وسياسة ليحكموا؟ هل كل من يفتي يصبح سياسيا؟ هل هي انتخابات لاختيار شيخ الأزهر أو مفتي الجمهورية؟. هل علماء الدين هم علماء في العلوم والسياسة وفي كل شيء حتي كرة القدم؟ ومن منهم يمثل الدين وهم جماعات تختلف في المذاهب والفتوي والتي يغيرونها حسب مصالحهم؟ ها هو المرشح لرئاسة وزراء تونس يبشر بالخلافة الإسلامية السادسة. انتخب إذن مرشحي طالبان تكسب الجنة، وهل بعد الجنة تطمح إلي العدالة الاجتماعية أو الحرية في هذه الدنيا الفانية وتطلب منهم برنامجا واضحا لمسح عار الفقر والجهل والمرض؟ ألا يكفي أن طهارتهم غلبت طهارة شباب الثورة وبراءتهم وزادوا عليهم أنهم ناس بركة؟ اسأل شباب الثورة أو الليبراليين الذين تكفرهم الجماعات الدينية ومع ذلك يعتزمون الانضمام إلي مليوناتهم بدعوي رفض المرجعية العسكرية لصالح حكم الخلافة. ألم يعلمهم أحد أن العمامة تأتي بالخوذة والخوذة تأتي بالعمامة؟ منكم لله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
lenin elramly ◄Design by Pocket, BlogBulk Blogger Templates